بتـــــاريخ : 8/17/2011 5:25:16 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1195 2


    أروع محاكمة على مر التاريخ

    الناقل : صافى | العمر :36 | الكاتب الأصلى : مدائن | المصدر : forum.te3p.com

    كلمات مفتاحية  :


     

    أروع محاكمة على مر التاريخ

     

     

    في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز" ، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه

     بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ،

    فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.

     


    وعند حضور اطراف الدعوى لدى القاضى ، كانت هذه الصورة للمحكمة:


    صاح الغلام : يا قتيبة ( بلا لقب )


    فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي جميعا


    ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟


    قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..

     


    التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟


    قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا بالجزية ..


    قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟


    قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك ..

     


    قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛


    يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.


    ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش

    ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

     


    لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،


    ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.


    وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ،

    ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ،

    في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.

     


    وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ،

    وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ،

    ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة

    أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.


    فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ،


    أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟


    والله لا نعلم شبها لهذا الموقف لأمة من الأمم .

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()