السلوكيات المحتملة لمواجهة مواقف الخطورة....
اتكلمنا المرة اللى فاتت عن إننا ممكن نواجه موقف أو مواقف ما فى الحياة نلاقى فيها إن الإفترضات والقواعد الصارمة اللى وضعناها لنفسنا علشان ما نغلطش لا تصلح لمواجهة هذا الموقف وإن ده بالطبع سيؤدى إلى صعود الشعور بالدونية الكامن فى العقل الباطن للسطح ونبقى مهددين بإننا نشوف حقيقة الموقف............أنا غير كفء أنا فاشل أنا مأعرفش أعمل حاجة...أنا وأنا....وقلنا إن فى احتمال من ثلاثة ممكن يحصل عند مواجهة مواقف الخطورة-الهروب والتبرير-الإفراط فى الإحتياطات لدرجة الوسوسة أو يمكن كمان الدخول فى حالة مرضية من الوسواس القهرى-أو معايشة الخبرة الشعورية المؤلمة وكأنك فجأة بتشوف نفسك ولاحاجة...أقل من أى حد فى الدنيا...والنتيجة إحباط واكتئاب...
تعالوا نشوف المثال ده.....الأستاذ س.....كل شوية يشتغل فى حاجة ويسبها ويروح شغلانة تانية...راح المرة دى شركة محترمة وبما أنها محترمة فهى تحتاج دوماً لتطوير أداء العاملين بها والتطوير يحتاج دوماً لكورسات من أجل تطوير الأداء....يااه كورسات ومذاكرة وتقييم....بدأت حالة القلق عند الأستاذ س....صحيح هو قدام الناس دايماً بيحاول يظهر بمظهر صح الصح لكن دخلنا فى موقف حيكشف المستخبى...بس الأستاذ س عنده قدرة عالية على التبرير وقبل الدخول فى الكورس افتكر فجأة إن له أم فى محافظة تانية وتعبانة ومحتاجة له فقرر إنه لازم ياخد أجازة ويروح لها...ولو المدير ما وافقش مش مشكلة الحل جاهز حيسيب الشغل ده ويروح شغلانة تانية وطبعاً بينه وبين نفسه بيقول يعنى أسيب أمى المريضة علشان الشغل....كله إلا الأم........يا سلام يا عم س....
طيب والأستاذ أ عمل إيه....الأستاذ أ كان مختلف شوية من كتر ما واجه ضغوط ومواقف خطورة فى حياته قدرته على التبرير بدأت تتضاءل نقدر نقول إن الحيل العقلية اللى وظيفتها إخفاء الخبرات الشعورية المؤلمة عن عقلنا الواعى مابقتش قادرة تشتغل بكفاءة فبدأ يستخدم حيل أخرى غير التبرير...طيب وليه يستخدم حيلة ..لأنه مش عايز يشوف الإحساس بالدونية..مش سهل إن الواحد يواجه الخبرة الشعورية لتدنى إعتبار الذات...الأستاذ أ من وقت للتانى فى تهديد إن الخبرات دى حتطلع من عقله الباطن وحيشوف حقيقة نفسه يقوم يعمل إيه....فى عندنا كورس علشان نترقى....يبقى لازم أبذل مجهود وأحضر المحاضرات وأذاكر كويس....جه يقرأ المحاضرات...يقرأ نفس السطر ويعيده 10 مرات الصفحة بتاخد يومين...القلق زاد قوى....بدأ يعمل حاجات غريبة...كل شوية يقوم ينظم الأوضة بتاعته ويرجع يعيد السطر اللى قرأه تانى...وهكذا ...دخل فى حالة من الوسواس القهرى...وفى الأخر ممكن يهرب...وأول ما يهرب تختفى أعراض الوسوسة اللى ظهرت فجأة
طيب والأستاذ م...الأستاذ م خلاص ما بقاش عنده طاقة..إحساسه بتدنى الذات تفاقم لدرجة إنه ما بقاش نافع معاه أى تبرير ولاوسوسة ..مافيش طاقة لإخفاء المشاعر السلبية عن العقل الواعى....سقط قناع الإفتراضات والقواعد وانكسرت الحواجز التى طالما حالت بين الأستاذ م وحقيقة مشاعره تجاه ذاته...ياما قال إنه صح 100% وفجأة انتقد ذاته بلارحمة...أنا طول عمرى غلط...أنا عمرى ما عملت حاجة صح فى حياتى....مجرد زجاج مملوء بالألوان الجميلة لكنه انكسر لأنه مهما كان لونه فهو زجاج هش....قابل للكسر...والقابلية للكسر تنتج عن الهشاشة وفقدان المرونة...يعنى خلاصة القول عايز ما تنكسرش إذن قوى ذاتك فلاتكن هشاً...وكن مرناً أمام ضغوط الحياة....وبالرغم من إن الأستاذ م كان هشاً ويفتقد المرونة ألا أنه كان أفضل حالاً من الأستاذ س والأستاذ أ..لأنه دخل فى حالة من الإكتئاب التى جعلته يسعى لطلب المساعدة والمشورة ليكتشف بعد ذلك أنه عاش حالة من الوهم حول ذاته وأنه صدق ما قيل عنه من نقد فى أيام الطفولة والموضوع كبر معاه وبقى كامناً فى عقله يكدر صفو حياته...إنها بداية رحلة التغيير أن ترى مفاهيماً حول الذات ثم نختبر مدى صحتها حتى ترى إنجازاتك ونجاحك وأن أحداً لم يظلمك بقدر ما ظلمت نفسك
وهكذا أقول لكم أننا سنبدأ الحديث بإذن الله فى المرة القادمة عن الأخبار الحلوة...يعنى زمان قالوا إنك فاشل..متعب..ألخ.وبكدة موضوع الثقة بالنفس ده حاجة من الطفولة...بس الأخبار الحلوة إن فيه حل بإذن الله و إن كل شئ قابل للتغيير مادام ربنا أعطانا العقل والإرادة...وللحديث بقية بإذن الله