اشتعلت حرب من نوع جديد اليوم أطلق عليها نشطاء الإسكندرية حرب خطب الجمعة .. حيث أجريت صلاتا جمعة تفصل بينهما عشرات الأمتار في الإسكندرية اليوم.
ألقى الشيخ أحمد المحلاوي خطبة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل .. بينما ألقى الشيخ جميل علام -عميد معهد الدراسات الإسلامية بالإسكندرية- خطبة الجمعة بميدان سعد زغلول بمحطة الرمل على المعتصمين الذين حرصوا على عدم التوجه لمسجد القائد إبراهيم حتى لا يحدث احتكاك بينهم وبين القوى الإسلامية.
ودعا الشيخ المحلاوي خلال خطبته المواطنين من الاستجابة لنداء المشاركة في أي مظاهرة، إلا إذا كانت الدعوة موجهة من القوى الإسلامية المعروفة، مشيرا إلى أن هناك دعوات للتظاهر والاعتصام ليس لها هدف سوى إحداث الفتنة والوقيعة بين قوى الشعب والجيش.
وقال المحلاوي إن مفهوم الدولة المدنية هو تطبيق الشريعة الإسلامية مؤكدا، أن هذا هو المفهوم الحقيقي للدولة المدنية، كما طالب بوقف الاعتصامات والمظاهرات التي تتسبب -بحسب كلامه- في وقف الإنتاج وتعطيله.
ورفع السلفيون والإخوان المسلمون لافتات كتبوا عليها: "لا للالتفاف حول إرادة الشعب ..لا للمبادىء فوق الدستورية..لا سلطة فوق سلطة الشعب".
وقد وقعت مناوشات ومشادات كلامية بين العشرات من أعضاء حركة 6 إبريل الذين ذهبوا إلى مسجد القائد إبراهيم، وذلك بعدما اعترض المشاركون من القوى الإسلامية على شعارات رفعها أعضاء الحركة تنتقد المجلس العسكري والمشير طنطاوي، وكادت المشادات الكلامية تتطور إلى اشتباكات لولا تدخل عدد من شيوخ السلف الذين تمكنوا من السيطرة على الموقف وتهدئة الأجواء بين الطرفين.
وانتقد إسلام الحضري -منسق حركة6 إبريل بالإسكندرية- وأحمد نصار-عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة- عدم وفاء السلف والإخوان بوعودهم خلال اجتماعات تحضيرية مشتركة جرى عقدها خلال الأيام السابقة معهم، حيث تم الاتفاق على عدم إثارة أية قضية خلافية بين القوى الإسلامية والمدنية خلال مظاهرات اليوم وعلى رأسها رفع شعارات نقد للمبادىء الفوق الدستورية، مشيرين إلى أن القوى الإسلامية قد تجاهلت المطالب المشتركة وعلى رأسها حق الشهداء في سرعة محاكمة الضباط قتلة الثوار، وسرعة محاكمة مبارك ورموز عهده من الفاسدين وتطهير البلاد من أتباعهم.
وفي السياق ذاته أقام المعتصمون بميدان سعد زغلول صلاة الجمعة حيث ألقى خطبة الجمعة الشيخ جميل علام -عميد معهد الدراسات الإسلامية بالإسكندرية- والذي هاجم الدعوة لمظاهرات أطلق عليها البعض مظاهرات المليون لحية- قائلا:العبرة ليست بالمليون لحية أو المليار لحية.. العبرة بحسن فهم الدين وتطبيقه الصحيح.
وتابع: "قد يكون هناك مليون لحية لكن أيضا قد يكون هناك مخالفات ظاهرة للشريعة الإسلامية ناتجة عن جهل بأحكام الدين"، وشدد علام على أن الاعتصام هو وسيلة سلمية ومشروعة للاحتجاج، مشيرا إلى استمرار الاعتصام لحين تحقق كامل مطالب الثورة.