أكد سفير مصر في لبنان أحمد البديوي أن مصر بشعبها وجيشها قادرة على تجاوز الأزمات وستمضي بمسيرة التطوير والإصلاح بخطوات ثابتة بمشاركة مختلف القوى السياسية.
وقال البديوي - في حديث أدلى به لمجلة "الصياد" اللبنانية تنشره في عددها الأسبوعي غدا السبت - إن التطورات الراهنة تؤكد أن مصر بشعبها وجيشها، وما خلفها من حضارة وتاريخ عريق قادرة على تجاوز العقبات والأزمات وما يبعث على الاطمئنان أكثر أن مصر لم تنكفىء على الداخل بعد ثورة 25 يناير، وإنما عملت على إعادة توظيف سياستها الخارجية في إبعادها العربي والإقليمي والدولي بما يؤمن مصالحها في كل الاتجاهات، وبما لا يتعارض مع التزاماتها التاريخية تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولفت إلى دور مصر المتعاظم في محيطها العربي والإقليمي والى نظرات التقدير والاحترام التي يحظى بها كل ما هو مصري في لبنان.
وقال إن ما حدث في مصر ثورة حقيقية ما زالت تداعياتها تتوالى بمشاركة مختلف القوى السياسية في مشهد حضاري من أهمها إتاحة الفرصة لجيل الشباب للمشاركة في البرلمان بخفض السن الأدنى لسن المرشح لانتخابات مجلس الشعب إلى 25 سنة يوم الانتخاب.
وأبدى اطمئنانه إلى أن ما يجري على الساحة المصرية يؤكد الرغبة الجادة والعزيمة الصلبة والصادقة والقوية لاستئصال الفساد من جذوره، وتكريس القيم الإيجابية في النزاهة والشفافية والمساواة وتكافؤ الفرص ومحاسبة الفاسدين وتوفير مختلف الضمانات لمحاكمات عادلة
ووصف سفير مصر في لبنان أحمد البديوي الامين العام الجديد لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بأنه أحد رموز الدبلوماسية المصرية ويتمتع بخبرات ورصيد مشرف في العمل الوطني وكانت له إسهامات متميزة وآراء استشارية في مقدمتها دوره التاريخي في إصدار الرأي الاستشاري بعدم مشروعية الجدار العازل.
واعتبر أن وجود الدكتور العربي على رأس الجامعة العربية في الظروف والمتغيرات الراهنة من شأنه إحداث حالة من الحراك على مستوى تفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك وتنشيط الدور الذي تضطلع به الجامعة العربية في مجال تقوية وتعزيز التضامن العربي.
وحول تقييمه للعلاقات المصرية اللبنانية، أكد البديوي أن هناك ميراثا خصبا وثريا من التفاعل بين البلدين على مختلف المستويات الإنسانية وشكل هذا التفاعل ركيزة أساسية لعلاقات متينة وراسخة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وشدد على أن أبواب مصر ولبنان كانت دوما وما زالت مشرعة تستقبل بكل ترحاب من يفد إليها من الآخر، ويربطهما ميراث ثقافي مشرق سيظل شاهدا حيا على عمق ورسوخ ومتانة العلاقات المصريةـ اللبنانية.
وقال إن سفارة مصر في بيروت تمارس دورها ومهامها بشكل طبيعي سواء في رعاية وخدمة مصالح الجالية المصرية في لبنان أو في العلاقات مع مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية . مؤكدا أن الدولة المصرية لا تتأثر بشخص أو نظام معين وهناك رسوخ واستقرار واستمرارية في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة المصرية التي تحكمها تقاليد عريقة ترسخت على امتداد تاريخ مصر المعاصر