تنتشر في الأسواق المصرية لعبة أطفال عبارة عن "عروسة" تقوم بأداء وصلات رقص شرقي على أنغام موسيقى "التت" وإيقاع الطبلة، وطبعا من غير ما نسأل ولا نفكر سنكتشف أنها واردة من الصين التي لم تكتف بإغراق الأسواق المصرية بفانوس رمضان.
تباع "الدمية الخليعة" في أغلب محال لعب الأطفال كما يتداولها الباعة الجائلون، ويتراوح سعر "الراقصة" عفوا اللعبة ما بين 80 و 150 جنيها بحسب المنطقة التي تباع بها.
والشيء الخطير في هذا الغزو الجديد هو الإقبال الكبير من الأطفال ،وطبعا البنات بالذات، على طلب شرائها، واللاتي يطلبن اقتنائها بديلا عن فانوس رمضان الذي كان يقول "حالو يا حالو" و"وحوي يا وحوي" والذي احتكرت الصين توريده لمصر منذ سنوات عديدة.
وليس بخاف على أحد المخاطر الكبيرة التي تنطوي على هذه الظاهرة الجديرة بمواجهتها بحسم، حيث أنها تبث قيما أخلاقية غير محمودة لعل أولها التعود على مشاهدة الخلاعة والعري في نفوس الأطفال، وكذلك ميل أغلب الأطفال لمحاكاة مثل هذا السلوك ومحاكاته.
والأمر الآخر أيضا هو تحويل مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المعظم وتهيأة النشء لارتباطه بأنه شهر الألعاب الخليعة بدلا من غرس القيم النبيلة في نفوسهم وتعليمهم أن الشهر المعظم هو فرصة للعبادة والتقرب إلى الله بالصوم والصلاة والإكثار من عمل الخيرات.
ويأتي هذا الإقبال الجنوني على "عروسة رمضان" رغم ما سجلته المؤشرات من تراجع الإقبال على شراء فانوس رمضان لأقل معدلاته، بسبب ضيق ذات اليد والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد نتيجة لتبعات الثورة.