دورينا ليس الأفضل وليس الأسوأ، ولكنه الأعجب والأغرب، ولا توجد مسابقة في العالم كل المشاركين فيها طموحهم هو المنافسة على اللقب، ولا يوجد دوري في العالم، عندما ينقضي نصف المشوار يتقلص طموح
أغلب الفرق لينحصر في الستر والهرب، ولا يوجد دوري في العالم ثلاثة أرباع مبارياته “ديربيات” والربع الباقي “كلاسيكيات”، دورينا عبارة عن جولات ثم توقفات ثم جولة ثم توقفات، ودورينا كم هائل من المتناقضات.
دورينا بلا ثوابت لا نستطيع أن نقول إن الفوارق موجودة ولا نجزم إنها ذابت، في دورينا يفوز الوحدة على الوصل بالأربعة ثم يخسر الوحدة من الأهلي ثم يخسر الأهلي من الوصل، وتستمر الدائرة، والدوائر في
دورينا هي الظاهرة، ولا مانع أن يخسر حامل اللقب أمام الفريق القادم من الهواة ويتزيل الجدول بالخمسة، وهي ثلث الأهداف التي دخلت مرماه في الموسم الماضي.
دورينا مسابقة الأفكار المشتتة ودوري الأصفار الستة، ندفع الملايين للمدربين ونقيلهم في غمضة عين وملايين أخرى للاعبين، ثم نكتشف أنهم ليسوا دوليين، دورينا رائع وصدق أو لا تصدق فريق لم يحقق الفوز
منذ أربعة أشهر، وطوال ست مباريات متتالية، وعاد ليفوز في اللقاء السابع ومع ذلك أصبح يحتل المركز الرابع، ألم أقل لكم أن دورينا رائع.
في دورينا عدد المنظمين والمحللين والمراسلين والصحفيين والمذيعين والمعلقين أكبر بكثير من عدد المشجعين، وهذا الأمر طبيعي، فدورينا هو الأقوى في العالم، بمقاييس الكلام والتغطية والمتابعة من وسائل
الإعلام، في دورينا ينسون أخطاء اللاعبين، وزلات المدربين وكوارث الإداريين ويتفرغون لتصيد أخطاء الحكام، وأجمل مباريات دورينا حتى الساعة هي تلك التي لا نراها، ولكن نستمع إليها عبر أثير الإذاعة،
فيتغزل المعلق بمدائح النثر وأبيات الشعر، ولكل لاعب ميزته، ولكل فريق لقبه فهل يخدع صاحبنا نفسه أم أن أجمل الوصف أكذبه.
في دورينا وفي كل موسم ترقبوا فيلم الموسم “سقوط حامل اللقب” فدورينا مسابقة ليس لها أقطاب، والغريب أن الفريق الوحيد الذي حافظ على مستواه طوال المواسم الأخيرة، وأثبت أنه الأفضل هو لا يزال يفتش عن
لقبه الأول، وهو في الواقع هكذا بدون بطولات أو إنجازات أو ألقاب يبقى الحقيقة الوحيدة في عالم كذاب.
نحزن عندما تخرج أنديتنا من البطولة الآسيوية بنتائج كارثية، ونبدو كأننا متفاجئين أو مستغربين، رغم أننا نعلم علم اليقين ما هي مقومات الفشل وما هي الأسباب، وأهمها تلك التي نعلمها، رغم ادعائنا أننا لا نفهمها أن دورينا كذاب.