حالة منتخبنا الوطني في أعقاب مشاركته في كأس آسيا، شبيهة بتلك التي عايشناها في أعقاب كأس الخليج السابعة عشرة في الدوحة أيضاً، والتي قاد المنتخب خلالها المدرب الهولندي اديموس الذي واجه نفس النوعية
من الانتقادات التي اتهمته بالتركيز على النواحي الدفاعية، وشككت في قدرته على التعامل مع ظروف المباريات وتدخلاته الخاطئة في توقيت التبديلات ونوعيتها، محملة إياه مسؤولية التفريط في فرصة سانحة
للتأهل للدور التالي، بعد الأداء المتميز لعناصر المنتخب في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق أمام كل من قطر وعمان والعراق.
أوجه الشبه بين الحالتين متعددة أولها أن اتحاد كرة القدم ولجنته الفنية يومها دافعت عن المدرب وركزت على الإيجابيات والمكتسبات التي تحققت من تلك المشاركة، وإمكانية البناء عليها، وثانيها أن منتخبنا يومها
كانت تفصله مدة زمنية طويلة عن أول التزاماته الرسمية، وثالثها أن أديموس لم يكن يحظى بثقة الشارع الرياضي، على اعتبار أنه مدرب مغمور بالنسبة لنا، وليس له اسم لامع في عالم التدريب، وكانت هناك حالة
من التربص تسود الشارع الرياضي، وجدت في ذلك الإخفاق فرصة للضغط باتجاه التخلص منه، أملاً في التعاقد مع اسم معروف وصاحب إنجازات.
وهذا ما تحقق بالتعاقد مع الفرنسي ميتسو ذي الاسم الرنان “يومها” في المنطقة بعد فترة من عدم الاستقرار شهدت تألق جمعة ربيع وهروب أدفوكات و”ثمانية البرازيل”.
الاختلاف الجوهري والمهم بين الحالتين هو تزامن الجدل الحالي مع مرحلة انتقالية يعيشها المنتخب لم تكتمل بعد، ومع مهمة في غاية الأهمية للمنتخب الأولمبي سوف تبدأ بعد أيام نضع عليها آمالاً عريضة لتحقيق
إنجاز غير مسبوق بالتأهل إلى أولمبياد لندن 2012، حيث تستمر تصفياته لمدة عام كامل نحتاج فيها إلى استقطاب تركيز كافة شرائح شارعنا الرياضي نحو هذا الهدف، فهذا الهدف هو المحطة الأهم في مشوار
البحث عن التأهل لكأس العالم، وهو الهدف الذي لم يغب عن تفكير اتحاد كرة القدم، وهو يخطط لمشاركات
المنتخب الأخيرة وأيضاً وهو يغلق ملف مدرب المنتخب الأول الذي لا يمكن الجزم بهويته ومواصفاته قبل انتهاء هذه المهمة وتبلور انعكاساتها على مستقبل المنتخب الأول.
تصفيات الأولمبياد يجب أن تكون المركز الذي تنطلق نحوه كل الخطط والقرارات قصيرة الأجل في الفترة القادمة، ففترة عدم الاستقرار التي أعقبت الاستغناء عن أديموس إذا تكررت خلال الأشهر القادمة، قد تؤثر
سلباً فنياً ومعنوياً على برنامج الأولمبي، وقد تفتح أبواباً نحن في غنى عنها، كما أن الحاجة لوجود مدرب منسجم مع اتحاد كرة القدم ومتفهم لتوجهاته ضرورية في هذه المرحلة التي قد تستلزم الفصل بين عناصر
المنتخبين الأول والأولمبي، حتى لا يحدث أي تشتيت لجهود لاعبي الأولمبي وجهازهم الفني، وهذا الجهاز إن تكللت مهمته بالنجاح بإذن الله فسيكون أقوى المرشحين وأحقهم بمواصلة المسيرة نحو البرازيل 2014.