لم أتفاجأ من قرار إسناد استضافة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة عام 2013 إلى الإمارات، فقد كنت في انتظار شيء كهذا ولا أزال في انتظار المزيد، والسبب ليس بالطبع في بنيتنا التحتية التي تضاهي مثيلاتها في
كثير من الدول المتقدمة، ولا في كوننا بتنا محطة مهمة في مسيرة الرياضة العالمية، ولا لأن النجاح هو العنوان الذي اعتدناه في أية فعالية نتصدى لها، ولكن السبب في أن القاعدة الكروية التي لدينا كانت بحاجة
إلى بطولة من هذا النوع، تتوج مسيرتها المظفرة والتي باتت من أهم ملامح المشهد الكروي في بلادنا.
نعم .. أرى البطولة المزمع إقامتها في 2013 تتويجاً لعطاء الناشئين والشباب والأولمبي، والذين يشكلون ملامح عقد فريد من الإنجازات، لم يصل مدها بعد إلى المنتخب الأول، وأراه في الطريق، حتى وإن تأخرت
الثمار، فلا يمكن أن يضيع كل ما قدمنا هباء، ولا يمكن أن يتوقف هذا العدو على طريقة «التتابع» في مرحلة ما، لأن العدائين هم أنفسهم، ولأن من يسلم العصا للآخر، هو الجيل ذاته تقريباً، فالناشئون هم أنفسهم شباب
الغد، وهم المنتخب الأولمبي بعد غد، والمنتخب الأول في القريب إن شاء الله.
ناشئونا وشبابنا ورصيدنا هم من حفزونا لنطلب التنظيم، وهم من حفزوا العالم لينحاز إلينا، بعد أن رآنا من
قبل في طشقند ونيجيريا ورأى شبابنا في الدمام وفي الإسكندرية والقاهرة والسويس، ورأي منتخبنا الأولمبي في الصين.. هذا هو العنوان، وتلك هي دوافع التصويت الراسخة في عقول من يختارون.
بالطبع استضفنا بطولات من قبل، كان آخرها مونديال الأندية، ومن قبلها كأس العالم للشباب عام 2003، وبينهما العديد من البطولات والفعاليات الأخرى التي كتبت ميلاداً جديداً على أرض الإمارات، وفي كل مرة،
كنا بشكل أو آخر، ننشد التمثيل المشرف، وننشد التأهل للدور الثاني إن أمكن، وهو ما تحقق حيناً وبدا سراباً
في حين آخر، ولكن السؤال الآن: لماذا لا نخطط من الآن للفوز بمونديال الناشئين بعد عامين من الآن، ولماذا لا نتوج عطاء هذه المرحلة ببطولة، قد تكون نقطة انطلاق جديدة لكرة الإمارات بأسرها.
كل المعطيات تقول إننا لسنا أقل من أن نحققها، فقد سبقتنا دول كثيرة لهذا الشرف، وفي تلك المرحلة العمرية بالذات، فإن البطولة لا تعرف التوزيع الجغرافي لبطولة الكبار، ولدينا نهج من الممكن إن انتهجناه وعممناه
أن يصل بنا لما نريد.. على الأقل إلى فضية أو برونزية، وأقصد به نهج منتخب الشباب الفائز بكأس آسيا
والمتأهل إلى دور الثمانية بكأس العالم، وأول الطريق إلى هذا الحلم، هو ما قاله محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة عن ضرورة تأهل الفريق، لا أن يعول على كونه صاحب الأرض.
في هذه المرة بالذات، لا نريد أن نكون فقط مجرد منظمين.. نبهر العالم، ونغالي في كرمنا معه، فنتوجه على أرضنا، ونودعه بكل الترحاب، وإنما نريد أن نكو ن رقماً على المنصة.
كلمة أخيرة:
خططوا من الآن بما يضمن هذه المرة لنا أن نؤرخ للذكرى، بروعة التنظيم والكأس معاً، فقد بتنا نستحق أكثر من «الفُرجة».