صادف قبل أيام أنني كنت أعيد برمجة قنوات "نايلسات" وكنت أتصور حينئذ أن جهاز الاستقبال سينهي مهمة البحث في دقيقة أو اثنتين.. كما كان يفعل في بداية الألفية الثانية.
لكنه استغرق هذه المرة وقتا أطول حد الملل.. والسبب أن عدد القنوات كان ضخما جدا ولم يفصله عن حاجز الألف سوى بضع قنوات.. وبعد كل هذا تذكرت مصيبة أخرى تقول أن القنوات التي تستحق المتابعة في هذا
القمر لا تتعدى ثلاثين أو أربعين قناة، وسط أخواتها من قنوات "هشك بشك"، وقنوات "حل هذا اللغز واكسب آلاف الدولارات" (في الأحلام ربما).
وكانت الجماهير قد استبشرت خيرا قبل عامين مع إنشاء قنوات الأندية تحت ظل راديو وتلفزيون العرب،
لكن صفقة البيع التاريخية التي أجريت بين ART والجزيرة ألغت تلك القنوات بعد مشوار خجول وقصير في الفضاء لم يتعدى شهور.
إن هذه الأندية الجماهيرية تهدر عشرات الملايين في لاعبين أراهم أقل بكثير من "سيكو بمبا" الاتحاد.. ولاعبين آخرين لم يصلوا حتى لمستويات سباكي الأهلي السابقين "ميودراج" و"داركو".
لكنها لم تتفضل بصرف مليون أو اثنين، من أجل إطلاق قناة فضائية تكون ملكا من أملاك النادي.. تحمل مسماه، فتكون منبرا ووجها إعلاميا خاصا به، وقناة اتصال مباشرة مع الجماهير التي تعيش تحت رحمة
جوال ناد يبث لهم بين ثلاثة وسبعة رسائل في اليوم الواحد.. وأحيانا تصلهم الرسائل متأخرة.. كجوال ناد أرسل تشكيلة الشوط الأول من مباراة فريقه في صباح اليوم التالي!
أعلم وأدرك جيدا حجم تأخرنا احترافيا واستثماريا، بل وحتى كرويا.. لكنني أؤمن كثيرا بأن الأندية الأربعة
الجماهيرية إذا قامت بهذه الخطوة ستصنع لها أفقا جديدا في الإعلام.. وستغني جماهيرها عن كثير من القنوات والبرامج التي يشاهدونها من باب مكرها أخاك.
لقد تأسست قناة مانشستر يونايتد في التسعينات من القرن الماضي.. وكذلك قناة إي سي ميلان.. وريال مدريد.. ولحقتها قنوات لأندية أوروبية متوسطة.. ثم قنوات لأندية عربية مثل الأهلي المصري.. وأصبحت
قنواتهم تشكل مصدر دخل لهم عبر الاشتراكات والإعلانات والرسائل والخدمات الإضافية.. فمتى تؤسس أنديتنا قنواتها الخاصة؟.. سؤال لا أدري إن كنا سنجد له إجابة!