كنت أتابع بعض الأخبار والتعليقات عن المشجع الزملكاوي أو كما أطلق عليه -الراجل أبو جلابية- وبعدها بنحو دقائق انتهت الحكاية.. وحجز الحزم رسميا تذكرة وحيدة الاتجاه إلى دوري الدرجة الأولى قبل أربعة جولات من
ختام دوري زين.. بعد أن قضى سبعة أعوام تحت الأضواء صنع خلالها مكانة ممتازة له بين الفرق المتوسطة وأطاح فيها كافة الأندية الكبيرة ليستحق لقب قاهر الكبار.
الربط المجازي بين هذين الخبرين أعتقد أنه سهل لمن يفهم وربما لمن لا يفهم.. فالحزم منذ صعوده للممتاز عاش في جلباب رجل واحد هو خالد البلطان.. وحقق نتائج ومراكز مميزة مقارنة بجماهيريته وتاريخه بين أندية
الممتاز.. وكان احتضانه لهذا الفريق لأنه يمثل مدينته ومسقط رأسه، رغم أنه يرأس نادي الشباب... لكن المشاكل والصراعات، أو المضايقات الشرفية إن صح التعبير.. كانت حاضرة أيضا.. فترك النادي وأنهار بعدها فريق
الكرة تماما!
ذهب حزم الصمود ضحية لصراعات رموزه.. وأتساءل ما ذنب جماهير الحزم وأبناء الرس العاشقين لهذا النادي.. ولماذا تتحول أحيانا قوائم أعضاء الشرف في معظم أنديتنا إلى قائمة متصارعين لا داعمين رغم علمهم بتركيبة
الكرة السعودية واعتماد أنديتها بشكل رئيسي على دعمهم ووحدة كلمتهم!!
هبوط الحزم لا يعني نهاية مشواره.. ولكنه جرس إنذار لرموزه ورجالاته من أجل أن يكفوا عن تسديد الطعنات في صدر ناديهم بسكين الغيرة والحسد ومحاربة النجاح.. وأعتقد أن هبوط الحزم أشبه ما يكون برسالة من تحت
الماء لأندية كثيرة تعيش سيناريو سقوط الحزم.
وبعيدا عن كل ذلك.. أعتقد أن الحزم نموذج بارز لمعاناة أنديتنا السعودية وربما العربية التي تعيش تحت جلباب رجل واحد أو اثنين، وليس من العدل في شيء أن تترك الأندية في ظل هذا النظام، فالخصخصة يجب أن تطبق في
أسرع وقت ممكن، وتستفيد منها أولا الأندية المتوسطة والصغيرة لتأسيس قاعدة كروية سليمة ومتوازنة.. ثم يسمح بخصخصة الأندية الجماهيرية الكبيرة، وإذا تم ذلك سنكون على موعد مع دوري قوي ومحترف جدا أظنه
سيجعلنا نندم ونضحك على عقد ونصف قضتها ملاعبنا وأنديتنا تحت شعار احتراف مزيف.