مباراتان لا ثالثة لهما وتنتهي آخر بطولات موسم الكرة الحالي 2010-2011 على صعيد المحترفين، ومن خلالهما ستتحدد هوية بطل كأس المناصير، فالمنشية بلغ المشهد الختامي للمرة الأولى والوحدات قطع أكثر من نصف الطريق سعيا منه للمحافظة على اللقب وبسط هيمنته على كل ألقاب الموسم، فارضا لونه الأخضر قبل أن يودع فصل الربيع، تحضيرا ل”صيف ساخن” يتزامن مع انطلاق منافسات الموسم الجديد 2011-2012.
ورغم أن معظم الفرق ما لبثت أن خلدت للراحة بعد موسم شاق وطويل، وبقيت فرق محدودة تنافس على لقب الكأس وأخرى في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، الا أن التحضير للموسم الجديد بات يشغل بال الفرق مجتمعة، وإن كان الثلاثي “الوحدات والفيصلي وشباب الأردن”، غالبا ما تكون تحركاته تحت مجهر الجمهور والإعلام على حد سواء.
وسخونة الموسم الكروي المقبل ستتوافق مع سخونة درجات الحرارة في فصل الصيف، بعد أن قارب “ربيع البطولات” على الانتهاء عقب موسم اختلفت الاجتهادات بشأن قوته، لكنه حمل لونا أخضر ناصعا بلون فريق الوحدات الذي فرض هيمنته على البطولات وترك “جوائز الترضية” لبقية المنافسين.
التحضير للموسم الكروي بدأ مبكرا من خلال البحث عن التجديد أو التغيير للأجهزة التدريبية، وفي الوقت ذاته تجديد عقود بعض اللاعبين والبحث عن آخرين من الداخل والخارج، يمكنهم تلبية طموحات فرقهم في تحقيق نتائج أكثر إيجابية من ذي قبل.
وفي الساحة المحلية، شغل الوحدات فكر الأندية الأخرى، عندما بادر أولا إلى مفاوضات جدية مع المدير الفني الحالي دراغان تالاليتش، الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب وبات يجهز نفسه ليكون ثاني مدرب بعد العراقي أكرم سلمان يحصل مع فريق الوحدات على كل الألقاب، وهي حالة حدثت للمرة الأولى في الموسم 2008-2009.
ولم يكتف الوحدات بالتأكيد بتمسكه بالمدرب الكرواتي الذي تلقى عرضين مغريين من فريقي القادسية والكويت الكويتيين، بل بدأ مرحلة البحث عن النجوم، فتمكن من استعادة المهاجم عبدالله ذيب الذي خاض تجارب خارجية في بلجيكا والبحرين ومن ثم مع شباب الأردن، كما توصل الى اتفاق شبه نهائي مع مهاجم منتخب الكونغو وشباب الأردن كبالينجو، ويسعى الى “توظيف” عائدات صفقات الاحتراف التي يمكن أن تتم للاعبين عامر ذيب وحسن عبدالفتاح، للحصول على توقيع بعض اللاعبين المميزين ووضع لاعب الفيصلي محمد خير على قائمة المرغوبين، متمسكا في الوقت ذاته ب”فنان الفريق” رأفت علي ولاعبين آخرين برزوا في الموسم وعلى رأسهم الثنائي أسامة أبو طعيمة ومالك البرغوثي.
الفيصلي، وهو المنافس التقليدي للوحدات الذي قدم أسوأ موسم له منذ سنوات عديدة، يتطلع لتعيين مدير فني جديد، بعد أن أسند المهمة بشكل مؤقت للمدرب راتب العوضات، وترددت أسماء عدد من المدربين، لكن النادي لم يعلن رسميا اسما مرشحا للمهمة المقبلة، وإن كانت جماهير الفريق تمني النفس بأن يدخل فريقها الموسم الجديد من دون خلافات بين النادي واللاعبين على مقدمات العقود والرواتب، ويحسن اختيار الجهاز الفني ويمنحه الصلاحيات كافة والفرص الكاملة للحكم على نجاحه.
وسيستعيد الفيصلي خدمات اللاعبين المخضرمين حسونة الشيخ وحاتم عقل، وما تزال الإشكالية مع النصر الكويتي قائمة بشأن المهاجم مؤيد أبو كشك، كما يسعى الفيصلي لتجديد عقود بعض نجومه المميزين؛ لاسيما خليل بني عطية وأنس حجة وبهاء عبدالرحمن، كما يبحث بقوة عن لاعب وسط شباب الأردن مهند المحارمة، الذي غاب عن الملاعب عدة أشهر بسبب الإصابة التي لحقت به وهو يرتدي قميص القادسية السعودي.
ويحاول فريق شباب الأردن؛ المنافس الحقيقي لفريقي الوحدات والفيصلي، البحث أولا عن مدير فني جديد للفريق، وكان النادي يطمح إلى الاتفاق مع المدرب السوري نزار محروس، الذي تلقى عرضا لتدريب المنتخب السوري ويبدو أنه وافق عليه، مما يعني أن شباب الأردن يعتزم البحث عن مدرب آخر من الداخل أو الخارج، وقد سبق لمحروس أن درب فيها شباب الأردن في الفترة الذهبية التي نال فيها الفريق ألقاب الدوري والكأس والدرع وكأس الكؤوس المحلية، بالإضافة الى كأس الاتحاد الآسيوي.
ويسعى شباب الأردن الى التمسك بالمحترف الكونغولي كبالينجو ومواطنه تشيلمبو وكذلك استقطاب لاعبه السابق مهند محارمة، لكن مهمته قد تصطدم ب”عروض مغرية” تقدمها الأندية المناسبة، وهو الأمر الذي قد ينذر بسباق محمود على استقطاب اللاعبين وربما رفع قيمة عقودهم تمهيدا للحصول على تواقيعهم.
ولا يتوقف السباق عند حد الأندية الثلاثة البارزة، فالأندية الأخرى راغبة في ومصممة على تحسين قدراتها التنافسية، والأيام المقبلة مرشحة لكي تشهد “معارك” بين الأندية لاستقطاب النجوم المنتهية عقودهم، قبل أن تبدأ “معارك المنافسة” على ألقاب البطولات الأربع الكبرى.
نقلاً عن جريدة الغد الاردنية.