التاريخ يسجل، ومن لا يعبأ بالتاريخ فليس مهماً أن يخسر بالخمسة وأكثر، ولكن التاريخ سيسجل أيضاً وسيبقى شاهداً على عصر من الإخفاقات التي صنعتها أيدي المسؤولية في زمنها، وإن غابت المحاسبة في حينها .
الإمارات تعيش أسوأ تاريخ كروي، ليس بسبب إخفاقات أنديتها ومنتخباتها فقط، وإنما بسبب تدني الرؤية، وفقدان السيطرة، وتداخل الصلاحيات، وغياب التقييم والمحاسبة، وترك البوصلة في أيدي المدربين، يوجهونها كما يشتهون باختيار نوعية المشاركة وكأنها تخصهم، بينما هي في نهايتها ستسجل باسم الإمارات .
بالأمس خسر متصدر دورينا بالخمسة، وليست المرة الأولى وكانت بإرادة المدرب الذي وجد أن المشاركة ليست بتلك الأهمية، وتناسى الجميع أن المشاركات الخارجية تكون باسم الإمارات، وتهم الشعب الإماراتي، ولا نرضى بأن تكون مشاركاتنا مثاراً للسخرية .
في الإمارات لا يعوقنا الإنفاق المادي، فالدولة هي الثانية على المستوى الآسيوي من حيث الإنفاق على الاحتراف، ولكننا بلا نتائج مرضية، ونتصارع لنيل مقعد إضافي على المستوى الآسيوي، وفي الوقت نفسه نعده بلا قيمة، وجميع مشاركاتنا الخارجية ومنذ أربعين عاماً للاحتكاك والمشاركة وكأننا نحرث البحر .
لقد كنا متفرجين لفترة كافية من الزمن، وعلينا أن نحدد إذا ما أردنا الانتقال للمشاركة أو البقاء كمتفرجين، وفي حالة الرغبة في المشاركة، وذلك يعني قبول التغيير، فإن هناك شروطاً يجب الالتزام بها، ومن أهمها أن نغير أنفسنا ونقود بأنفسنا هذا التغيير .
والسؤال المتكرر . . هل هناك فعلاً رغبة في التغيير؟ وإذا كانت موجودة فعلاً، فمن هو صاحب قرار التغيير؟ وإذا كان القلم الذي سيخط القرار بيد من هم قائمين عليه حالياً، فإن مقولة من بيده القلم لا يكتب على نفسه الشقاء ستكون تصديقاً لما نحن عليه، فالبقاء “محلك سر” تمثل دائرة ارتياح للكثيرين . وما النداءات التي نطلقها سوى مجرد قعقعة في حفل صاخب، تتعدد فيه أنواع الطبول، كتلك التي ربطت ربطاً بمنظومتنا الرياضية، ونحن لا ندري، هل بوصلتنا يجب عليها أن تحدد كذلك توجه فرقنا الشعبية، لكونها جزءاً من الإشراف الرياضي؟
وأخيراً . . إذا ظلت البوصلة بيد غيرنا، فإننا نكون قد أعطيناه الحق ليسجل تاريخنا كيفما يريد لا كما نريد .