اللقب ال52 يغني عن أي كلام .. فالرقم مهول , فهو يساوي أكثر من نصف قرن من الزمان .. !! من حق الجميع أن يصرخ «وبعدين» فالهلال يكوش على الألقاب والبطولات , طماع ولا يشبع , هلاله يخالف السنن والقوانين , وقد يظهر في الشهر أكثر من مرة.
جمهوره لا يرضى ببطولة واحدة , ولا بلقب كبير , فمطلبه كل الألقاب , فخسارة لقب والحصول على ألقاب أخرى , يعتبر في أدبياتهم فشلا وليس إنجازا , وكأن فريقهم لم يفعل شيئا. لا يغادر الصف الأمامي , فلم يتعود هذا الأزرق أبدا أن يقف خلف الطابور , هو من يقطع شريط البدايات والنهائيات.
اثنان وخمسون بطولة , وخزينتهم تقول هل من مزيد !!
بالأمس دخل الذهب في دولابهم , ولكن جماهيرهم بدأت تفكر من اليوم في دوري أبطال آسيا فهذا الجمهور ينسى الفرح بسرعة , ويبحث عن فرح آخر في عجالة.
يبدو أن هذا الهلال يجعل اللحاق به صعبا , فهو الذي يعيش في الضوء دائما , والناي الذي يعزف له لم يكن يوما ما حزينا , حتى قيل عن مشجعيه انهم من أولئك الذين لم يتعرفوا بعد على الكآبة والأسى والحزن والألم , فهذه المصطلحات لم يدرسوها يوما في أكاديمية الهلال , التي تهتم دائما بتدريس كتب الفرح والسعادة , ومواد لا تخلو من التكيف مع الابتسامة , ومواساة الآخر , فهم عادة من يواسون الغير , لكثرة ضحاياهم في النهائيات.
انهم يصرون على السير في أمواج البحر , ربما لأنهم يعشقون اللون الأزرق .. ليستخرجوا لؤلؤة هنا , ولؤلؤة هناك .. انهم يتحسسون الغالي والثمين , فيسعون له , ولا يهدأ لهم بال إلا إذا وصلوا إليه.
الهلال فريق مختلف جدا .. أنهى سباق الدوري قبل موعده بمراحل .. وحاليا المحك الحقيقي له مواجهة الاتحاد في دوري أبطال آسيا .. وهي محطة هامة في تاريخ الفريقين خصوصا أن اللقب الآسيوي أصبح حلما للأندية السعودية بعد ان ابتعد عنهم لسنوات طويلة تصل لست سنوات .. !! فرح الهلال مساء أمس وسط الزفة الجماهيرية الكبيرة كان مبررا .. ولكن بالتأكيد الفرح لن ينسيهم المحطة الآسيوية ..!!
إنه الهلال وكفى .. فالكلام الزائد عن الأزرق هو ناقص ..!!