عندما يلتقي الزمالك والأهلي في القمة 107 بالدوري المصري ، فإن ثمة حقائق تفرض نفسها لتكشف العديد من الأوراق في أشهر ديربي بالوطن العربي.
الأهلي يدخل المباراة وهو متصدر المسابقة وبفارق 5 نقاط كاملة عن الزمالك وهو الفريق الذي كان يتصدر الدوري قبل جولتين ، ووصل الفارق في معظم جولات المسابقة إلى 6 نقاط لصالح الزمالك ، ولكن الأهلي قلب الطاولة إعتبارا من الجولة 25 ، عندما خسر الزمالك 5 نقاط في آخر جولتين ، بتعادله مع طلائع الجيش وخسارته امام المصري بثنائية الياسو مهدت الطريق امام الأهلي ليوسع الفارق ، بعد فوزه على الإسماعيلي ،إلى خمس نقاط كاملة ، وبدلا من أن يدخل الزمالك القمة بفرصتي الفوز أو التعادل ليواصل مشواره نحو الفوز بالدرع الغائب ، إذ به يجد نفسه في الموقف الصعب ،فلا بديل أمامه سوى الفوز إذا أراد أن ينعش آماله من جديد ، أما الأهلي فيعلم أن الفوز يمنحه الدرع السابع على التوالي مبكرا ،أما التعادل فمن شأنه أن يحتفظ له بالصدارةالمريحة ، وهنا يصبح فوز الأهلي بالدوري ليس سوى مسألة وقت
وشتان الفارق مابين زمالك الدور الثاني في الموسم الماضي وزمالك الدور الثاني هذا الموسم، فالفريق لم يخسر في النصف الثاني من مسابقة 2010 سوى 11 نقطة في 15 مباراة ،في حين تسربت النقاط بسهولة كبيرة من بين أقدام لاعبيه في الدور الثاني هذا الموسم ،حتى أنه خسر 13 نقطة في 11 مباراة ، والغريب والعجيب في آن واحد أن الفريق أضاع 5 نقاط أمام إنبي و5نقاط أمام الجونة و4 نقاط أمام طلائع الجيش و3 نقاط أمام المقاصة ، أي أنه خسر 17 نقطة أمام 4 فرق فقط ، بعضها صعد حديثا لدوري الأضواء والشهرة ، بينما لم يخسر الأهلي في الدور الثاني هذا الموسم سوى 4 نقاط بالتعادل مع الإنتاج الحربي والمصري ،بينما حقق الفوز في 9 مباريات مقابل 5 حالات فوز فقط للزمالك
لقد دفع الزمالك فاتورة الإنفلات الكروي الذي حول الصدارة من اللون الأبيض إلى اللون الأحمر، حيث وجد الفريق نفسه دون أنياب هجومية ،نتيجة الإصابات أو الأخطاء الإدارية التي فرضت على ميدو أن يتابع الفريق من المدرجات حتى بداية الموسم المقبل، ناهيك عن عدم ثبات التشكيلة في كل الخطوط باستثناء حراسة المرمى ،أضف إلى ذلك الدفع بوجوه صاعدة في توقيتات غير مناسبة ،فقدم الفريق أداء غير مقنع أفقده الصدارة ، ومن غير المنطق تحميل الأخطاء التحكيمية – وحدها –مسؤولية تدهور نتائج الفريق في الآونة الأخيرة ،بدليل أن الحكم عندما طرد اللاعب عمرو الصفتي – ظلما- أمام بتروجيت لم يتوقف الزمالكاوية طويلا أمام تلك الواقعة ،لا لشئ ولكن لأن الزمالك نجح في تحويل خسارته إلى فوز مثير في الوقت الضائع ، وبدلا من الإنشغال بقضية طرد الصفتي ، راح الزملكاوية يتغنون بقوة الإرادة والعزيمة التي قادت الفريق لانتزاع ثلاث نقاط ولاأغلى من ملعب بتروجيت
وشخصيا أرى أن صدارة الأهلي للمسابقة ليست بسبب (عبقرية ) جوزيه ، بل لأن الزمالك يهوى (العكننة) على جماهيره ، ولو سارت الأمور وفق مايشتهي الزملكلوية في الجولات الأخيرة ، ماتحدث أحد عن ( براعة ) جوزيه ولا عن تغييراته وتبديلاته ( الجهنمية )، بل على العكس كان الزمالك سيصدر الضغوط للأهلى ، لو كان قد دخل مباراة القمة بفارق ال 6 نقاط ، الذي كان !
وحسنا فعل نادي الزمالك عندما قرر الإنتظار حتى نهاية مباراة القمة ليحدد مصير الجهاز الفني بقيادة حسام حسن ، فلو خسر الفريق فإن إستمرار حسام سيكون محل شك كبير ، أما لو كسب ، فإن الزمالك يمكن أن يرفع للتوأم لافتة تقول ( حاول مرة ثانية)لعل وعسى وذلك ردا على الهتاف الأهلاوي الحديث ( الدوري يريد.. الأهلي يا عميد )!
مع تمنياتنا بقمة خالية من الشوائب والإنفلات !
×××××
لايمكن أن أبدأ مقالاتي الخاصة لموقع ( كووورة )الذي أعتز به كثيرا ،دون أن أتقدم للزميل العزيز الأستاذ عز الدين الكلاوي رئس تحرير الموقع بخالص العزاء في وفاة والدته الغالية .. مع تمنياتي له ولأسرة الموقع الرياضي العربي الأول بكل النجاح والتوفيق في إثراء الساحة الرياضية العربية ،والله الموفق .