.. صدم الكثيرين أن المغرب التطواني رسب في إختباره الأول للحصول على الرخصة المخولة لدخول البطولة الإحترافية وحاجته لدورة إستدراكية من ثمانية أيام يتطابق فيها روحاً ونصاً مع ما لم يلتزم به في دفتر التحملات، وكان وجه الصدمة أن المغرب التطواني بشّر منذ مدة بعهد الأندية التي تعمل بنظام مقاولاتي، قائم على التدبير الإحترافي وتشهد على ذلك ما بذلته عائلة أبرون من جهد ملحوظ في حركة إستباقية للتبشير أيضا بالشركات الرياضية التي يجعلها اليوم قانون التربية البدنية والرياضة المحيّن مدخلا أساسيا للمنظومة الإحترافية..
ولست أدري إن كان هذا الإعلان الصادم بعدم خضوع المغرب التطواني لأكثر المعايير ضرورة في دفتر التحملات هو تصريح علني بالذكاء الخارق الذي يملكه عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني الذي تذكرون جيدا السياقات الزمنية التي رحل فيها عن الفريق مستقيلا بالإسم وليس بالجسد لطالما أنه ظل ملتصقا إلتصاقا تاما وكاملا بالفريق، فالرجل والوقائع الحالية تؤكد ذلك، ما رحل عن المغرب التطواني لأنه شعر بخناجر التنكر وعدم الإعتراف بالجميل تُغرس في صدره أو لأنه إشتم من بعيد رائحة المؤامرة وقد قال أن أجنحة متسترة تخرج ليلا لتشيع أجواء مشحونة داخل المغرب التطواني، ولكنه رحل ليعري واقعا كان في كل مرة يلمح بسوداويته، واقع أن كل فعاليات تطوان السياسية قبل الإقتصادية لا تظهر ودا للفريق، بل إنها لا تبدي أي إستعداد لمساعدته ماديا وقد تأكد لها أن ما يحصل من تبادل للمنفعة بين المغرب التطواني ومجموعة «أبرون» الإقتصادية كاف لأن يسد الرمق ويغني الحمامة عن مد اليد للإستجداء..
رحل عبد المالك أبرون عن سبق إصرار في توقيت حرج كان يعرف حينها أن المغرب التطواني لم يستجب لبند إستراتيجي من بنود دفتر التحملات والذي يشدد على تقديم تعهدات موثقة بوجود ما لا يقل عن 9 ملايين درهم كموازنة لا تأخذ بعين الإعتبار ما يأتي من الجامعة من حصة عائدات النقل التلفزي ومن منح وحوافز البطولة، وقطعا كان أبرون يعرف أن فريقه سيرسب في الإمتحان الأول، لذلك لا أراها مصادفة أن ينعقد الجمع للمغرب التطواني يوم الإثنين 4 يوليوز، أي في اليوم الذي كانت فيه لجنة إفتحاص الأندية (opi) تشهر أحكامها النهائية، كما لا ينتابني أدنى شك في أن أول ما تعهد به عبد المالك أبرون وهو يعود طوعا وبمحض الإرادة إلى رئاسة المغرب التطواني هو الوفاء بالتعهدات المادية لكي يحصل على الرخصة التي تعطيه الحق في أن يحضر الموسم المقبل في أول بطولة إحترافية يعرفها المغرب..
وبالقدر الذي أتمنى أن يكون هذا السيناريو الذكي الذي صاغه عبد المالك أبرون قد أفلح ضمنيا في إخضاع الفاعلين السياسيين والإقتصاديين لإرادة الدعم المادي واللوجستيكي لفريق تطوان الأول تفعيلا لما بات ينصص عليه الدستور الجديد في المادة 26، فإنني آمل أن يكون عبد المالك أبرون قد تحصن ضد كل أشكال الزيف التي أصبح لها لغاية الأسف مسوقون يحملون في جيوبهم تعريفات كثيرة.. فهم ثارة صحفيون يأتمنهم الرأي العام الرياضي على عقله وفكره وهم ثارة ثانية وكلاء غير معتمدين لترويج سلع محظورة وهم ثارة ثالثة مهندسون لمهرجانات الضحك على الناس..
أرجو أن يكون عبد المالك أبرون قد فهم القصد والمقصد وهو الذي يريد أن تكون له بصمة في المشهد الرياضي الوطني..
.. يهنأ السيد محمد فاتيح عامل إقليم الخميسات على أنه إلتقط بحسه السياسي وحتى الرياضي الإشارة فصنع لنفسه موعدا قويا مع التاريخ وهو ينقذ ملف إتحاد الخميسات من السقوط بالنقطة الموجبة للرسوب في امتحان الدخول للبطولة الإحترافية.
كان من سابع المستحيلات أن يؤمن محمد الكرتيلي ما يكفي من الضمانات المادية للوفاء بالملايين التسعة من الدراهم التي ينص عليها دفتر التحملات حتى لو كان ذلك إنتحارا علينا..لذلك أوصل الرسالة واضحة غير مشفرة إلى السيد العامل الذي باشر التحسيس بكل صيغ المواطنة لتؤمن كل المجالس البلدية والقروية التابعة للإقليم المبلغ المذكور بالتزامات موقعة ما بات بحسب رأيي يمثل سابقة في تاريخ كرة القدم الوطنية، فالأمر يبرز كما قلت حسا وطنيا ويبرز أيضا إستجابة تلقائية لعامل ومجالس إقليم الخميسات لمضامين الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة وللمنصوص عليه اليوم في الدستور الجديد.
إستجابة تستحق التهنئة وفوق ذلك تستحق أن تكون رسالة عاجلة لمن يهمهم الأمر.