أولا:: ما هــــو جـــــزاء جهــــاد النــفــــس ؟؟
جعل الله سبحانه وتعالى جهاد النفس اعظم اسباب الفلاح والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة قال تعالى " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" أي ان من خاف جلال الله تعالى وعظمته ونجح في تهذيب نفسه فإن مأواه الجنة ونعيمها وفي السورة ذاتها يقول اله تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى"
إذا طغت النفس واستبد بها الهوى واستسلمت للشهوات فإن الجحيم هي المأوى هذا يعني ان الفلاح والفوز يكونان في نجاح الانسان في تهذيب نفسه وتهذيبها يكون بالمجاهدة قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين"
فجهاد النفس له منزلة كبرى وثمار عظيمة ، يقول صلى الله عليه وسلم " المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله" وهو يثمر التقوى والقرب من الله تعالى ويصل بالمؤمن الى آفاق عليا ودرجات ساميه من الشفافية والسمو والرقي الروحي.
لا ينتهي جهاد النفس من اول البلوغ الى ان يلقى ربه سبحانه وتعالى ، حتى ان الجهاد يكون عند سكرات الموت فالشيطان يتعرض للانسان عند الموت ليصرفه عن دينه ويحاول ان يميته على غير الاسلام ،لكن هناك درجات للجهاد ، فهناك اوقات يحتاج جهاد النفس فيها الى عزيمة وقوة كما هي الحال عندما يكون الانسان في شبابه ، ومعلوم ان ثورة الشباب تحتاج الى نوع من العزيمة والايمان والتقوى ، أما بعد ان تتهذب نفس الانسان ويصل الى سن العقل والرزانة يكون الجهاد موجوداولكن لا يحتاج الى القدر ذاته من الهمة والعزيمة اللتين كان يحتاج اليهما في وقت تأجج الإغراءات.
ثـــانيــــا:: مــا هــــى أسلحـــــة جهــــــاد النــفـــــس ؟؟
يحتاج الانسان في جهاد نفسه الى اسلحة وادوات تعينه في مهمته الشاقه في مقدمتها الاستعانه بالله وهنا نقطة مهمه جدا،فمن الناس من يظن انه بنفسه وبهمته وبذكائه وبقوته فقط ،وينسى ان الله تعالى قال " إيّاك نعبد وإيّاك نستعين " بمعنى لا نعبدك ولا نستطيع ان نجاهد انفسنا لتقوى على العبادة الا بمعونتك يارب ،لذلك أمرنا ان نقول "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم "
التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها كنز من كنوز الجنة ،وقال العلماء في تفسيرها " انه لا حول عن معصية الله ولا قوة على طاعة اللل ، الا بتوفيق ومدد وعطاء من الله تعالى"
هنا ربما يتبادر الى الذهن سؤال : اذا كان الانسان يستطيع ان يجاهد نفسه ولا يستطيع الطاعه الا اذا وفقه رب العالمين ، فما ذنب من لم يوفقه الله ؟ الجواب ان رب العالمين لا يظلم احدا
" وما ربك بظلام للعبيد" ، وقال عز وجل "إن الله لا يظلم الناس شيئا" ولكن الله تعالى يعطيكل عبد ما يستحق يختار ويكسب ، بمعنى ان الله تعالى يعلم من الانسان ميله ورغبته في الخير فيوفقه اليه ويعلم ميله للشر والمعصيه فلا يوفقه للخير ضرب العلماء لذلك مثلا فقالوا ان الانسان اذا اراد ان يخرج مالا يتصدق به لوجه الله تعالى فإنه هنا نوى الخير لما عرفه بإيمانه من ثواب عظيم واجر جزيل للصدقة ولثقته في قوله تعالى "وما
أنفقتم من شيء فهو يخلفه " ، وقوله صلى الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقه " ، ولكن هذا الانسان لا يملك لمال بنفسك والذييملك المال هو الله ، والذي يعطيه القدرة على ان يتصدق هو الله سبحانه وتعالى ، فلما علم عز وجل نيته في الصدقه قدره ورزقه وأعانه ووفقه الى اخراجها الا ان بعض النفوس تكون ضعيفة الايمان فيظن صاحبها انه لو تصدق ينقص ماله او لو انه اعطى الفقير فلن يتمتع بكل مايملك من مال ، لذايشح ويبخل وينوي انه لن يستطيع ان يخرج هذا المال، فنيته بنيت على عدم رغبته في الصجقه لشحه وعلى عدم ايمانه بالرزاق وخوفه من الفقر واعتقاده ان الصدقه تنقص المال ، وعندما يضعف الانسان ولا ينوي الصدقه او يضعف ولا ينوي العبادة او الصلاة تكاسلا ورغبة في الخلود الى الراحة وهذه فترة الكسل الموجودة في النفس البشرية فإن الله تعالى لا يوفقه الى عمل الخير