فإذا سلم خطب بهم خطبتين، كخطبتي الجمعة، إلا أنه يذكر في كل خطبة الأحكام المناسبة للوقت.
قوله: (فإذا سلم خطب بهم خطبتين، كخطبتي الجمعة... إلخ):
بعد ذلك يخطب بهم كخطبتين كخطبتي الجمعة، وقوله: (كخطبتي الجمعة) يفهم منه أنه لا يبدأهما بالتكبير خلافا لما اشتهر في كتب الفقهاء أنه يبدأهما بالتكبير، فالمشهور عندهم أنه يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر... سبع تكبيرات في الأولى، وسبعا في الثانية نسقا متتابعة، ولهم أدلة على ذلك مذكورة في كتاب المغني وفي غيره من الكتب، ولكن أنكر ذلك المحققون كابن القيم وشيخه، وقالوا: ما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وما كان يفتتح خطبه إلا بالحمد، وعلى هذا فيفتتحها بالحمد ثم يجعل التكبير بعد ذلك، والحكمة هن التكبير أنه مأمور به في هذه الأيام- كما سيأتي.
ويذكر في كل خطبة الأحكام المناسبة للوقت ففي خطبة عيد الفطر يذكر زكاة الفطر وأحكامها، ويذكر أيضا مناسبة ختم الشهر، ومناسبة العيد وما أشبهه، وفي خطبة عيد النحر يتكلم عن الأضحية، ويذكر شيئا من أحكامها، والمجزئ منها وغير المجزئ، ووقت ذبحها، وكيفية توزيعها، وما أشبه ذلك.