الرئيس المصري ينتظر المحاكمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنوعت المواضيع التي تناولتها المدونات العربية خلال الأيام الماضية، فبرز الخلاف في تونس حول التلاسن بين رئيس الحكومة وإحدى الصحفيات، إلى جانب تعليقات مدوّن مصري حول ما يسمعه من البعض عن نظام الرئيس السابق، حسني مبارك، علاوة على تنديد السوريين بمواقف أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، و"جمعة الحليب" التي دعا إليها البعض بالسعودية.
فمن تونس، برزت مدونة "مرصد الإعلام في تونس" التي تناولت الحادثة الأخيرة التي نقلتها وسائل الإعلام وشهدت تلاسناً بين رئيس الوزراء، الباجي قائد السبسي، وبين الصحفية نعيمة بن عبدالله، وذلك بسبب عدم رضا الأول عن سؤاله وجهته الثانية له بحكم مهنتها.
وقد تباينت المواقف حيال تصرف السبسي بين من برره ودافع عنه، ناسباً مواقف سياسية للصحفية، وبين من رفضه، أما المدون الذي يختم أفكاره بتوقيع "ملاحظ" فقد قال: هل يدفع الصحافيون أحيانا ثمن مزاج السياسيين السيئ وفاتورة التشهير الرخيص على الفايس بوك؟ راجت أمس على صفحات الشبكة الاجتماعية فايس بوك حملة مشبوهة توجهت ضد الزميلة نعيمة بن عبد لله على إثر"الحادث" الذي جمعها بالوزير الأول السبسي والذي كانت فيه الصحفية ضحية واضحة لمزاج المسؤول الحكومي."
ونفى "الملاحظ" أن يكون لعبدالله صلة قرابة مع الوزير في العهد السابق، عبد الوهاب عبدلله، وقال إن من وصفهم بأنهم "من هواة التشهير المجاني على الفايس بوك لم يعجبهم أن صحفية تونسية يمكن أن تتسبب للوزير الأول في غلطة تعامل مثل تلك التي شاهدنا ونشاهد تسجيلها الفيديو على كل الشبكة الاجتماعية…"
ولفت "الملاحظ" إلى أن النقابة الوطنية "رفضت ما حصل بالنسبة للزميلة نعيمة بن عبدلله و أكد مكتبها التنفيذي رفضه المطلق لأساليب 'الإهانة والإذلال' التي يتعرض لها الصحفيون من قبل عدد من أعضاء الحكومة الانتقالية وبعض مسؤولي الأحزاب والمنظمات."
أما في مصر، فبرزت مدونة "قلم حر" التي يكتبها "محمد عبدالقادر" متناولاً مواقف متفاوتة تصدر في الشارع المصري حول المراحل الماضية والحاضرة، وذلك تحت عنوان " بالذمة ده مش يبقى.. "شعب ظالم"؟"
وقال عبدالقادر: ""قعد عمره كله يخدم فى البلد.. وابنه رايح جاي يمين شمال يدور على الغلبان والفقير ويساعده.. ودلوقتي جايين عاوزين يحاكموه.. بالذمه ده مش يبقى شعب ظالم.. يستحق الإعدام"؟!!!!!. هذه هي كلمات إحدى مواطني هذا البلد ممن بلغوا من العمر أرذله.. أي إنه عاش فترة ما قبل وبعد 'المخلوع،'" في إشارة للرئيس المصري السابق، حسني مبارك.
وأضاف عبدالقادر: "كلمات هذا الرجل هي ما أعادتني بالذاكرة إلى وصف أخر ذكره لي إحدى صاحبي بزارات الأقصر العام 2006، حيث قال لي وقتها وفى معرض حديثه عن أحوال البلد.. قال لي:'والله العظيم .. مبارك ده نبي'.. نعم قالها هكذا، للدرجة التي ألجمت لساني أمامه.. فما كان منى سوى الاستغفار والذهاب."
وتابع: "ظلت الكلمات بعدها تتردد في أذني محاولا استيعاب مدلولها وكيف تسنى لهذا الرجل النطق بها!، متسائلا في نفسي: هل أعتقد إنه بكلامه هذا سيأمن شر الحكومة، التي تلاحق غيره ممن يتحدثون بالسوء عنها ذاكرين مساوئها دون تزويق كلامهم؟!.. أم إنه وإلى هذا الحد نجح النظام في خلق 'عبيد' يطنطنون له مهما كان وفى أي مكان؟!"
أما المدونون السوريون المعارضون، فقد شن عدد منهم هجوماً قاسياً على أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، والمواقف الذي أعلنها بعد زيارة الرئيس بشار الأسد، فبرز في هذا السياق ما كتبه المدوّن أحمد النعيمي تحت عنوان "مخطئ من ظن أن للثعلب ديناً.. نبيل العربي مثالاً."
وقال المدوّن اشتهر الثعلب من بين الحيوانات بالمكر والخداع والتلون، حاله حال كثير من بني البشر الذين عرفوا بخداعهم ... ومن هؤلاء نبيل العربي الذي تسلق ظهر الثورة بعد أن رأى موجها قد اقتلع حسني (مبارك) من جذوره، فركب الموجة واصطف بصف الشعب حتى وصل إلى رئاسة وزارة الخارجية، ومن ثم أميناً عاماً للجامعة العربية."
وتابع: "وبعد أن وصل إلى ما وصل إليه عاد إلى التلون من جديد وكشف حقيقة نفسه وفضح خباياها، ناسياً أن حبل الخداع قصير، وذلك بزيارته إلى سوريا ولقائه الأسد الفاقد للشرعية، ليعلن من هناك بأن الأسد هو رئيس سوريا الشرعي ولا يحق لأحد أن ينزع الشرعية من زعيم!! ومؤكداً لرفيقه في الخيانة والتآمر مع الصهاينة والحماية لحدودهم بأنهم أصدقاء خيانة طويلة وصداقة مليئة بالعمالة وأنهم لن يتخلوا عنه أبداً!!"
وأضاف: "هذا الموقف المخزي والمحزن جاء من رجل يدعي أنه يمثل جامعة تنسب نفسها للعرب، ولذا كان من الواجب بعد هذا اليوم أن نسمي الأشياء بأسمائها، فهذا الرجل الخائن لدماء المسلمين ليس جديراً بأن يكون أمينا على العرب والمسلمين."
وفي السعودية تناول المدون عبدالعزيز السويد حالة الحراك الاجتماعي الذي شهدته المملكة على خلفية مطلبية نجحت في إجهاض مشاريع شركات الألبان لرفع أسعار منتجاتها، فتناول الظاهرة تحت عنوان "جمعة الحليب."
وقال المدون: "مجموعة من متصفحي تويتر أطلقوا على الجمعة الماضية 'جمعة الحليب،' في محاولة لحشد التأييد لمقاطعة منتجات شركات ألبان رفعت أسعارها في السعودية، ولا يعرف حتى الآن هل ستلحق بها الشركات الأخرى أم لا؟.. لم يجد المستهلكون سوى الإنترنت لرفع أصواتهم وإبداء احتجاجهم أمام فشل وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك التي يُقترح أن تتحول إلى جمعة يتيمة."
وتابع: "ارتفاع أسعار المواد الغذائية متواصل منذ عام «الرز»، ولحقت بها سلع أخرى ولم يتغير شيء، فالمواجهة تتم غالباً بتصاريح وتحذيرات وزارة التجارة، ومؤشر «الأسعار» الذي «قبلته» أمانة الرياض على الوزارة صارت الأخيرة تذكر أنه من إنجازاتها!"
وأضاف: "مشكلة الأسعار في بلادنا تتلخص في عدم وجود فعل رقابي ميداني حقيقي، والسبب كما يتوقع هو عدم الرغبة أو القناعة، فلا زال هناك من يروج أن اقتصادنا مفتوح وسوقنا حرة تنافسية، والحقيقة أن جيب المستهلك هو المفتوح."