بتـــــاريخ : 7/16/2011 7:38:56 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1411 0


    يوميات زوج سعيد جدا (18)

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : loaa | المصدر : www.q-ar.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة يوميات زوج سعيد
    يوميات زوج سعيد جداً
    الجـزء الثـامن عشـر

    فتحت عيني بصعوبة وضوء شمس ساطع يغمرني, كان باب الشرفة مفتوحا وشهرزاد تجلس مسترخية على الشيزلونج تشرب كوبا من العصير.. لابد أنها تكافئ نفسها أيضا
    حاولت أن ارفع جسدي فأحسست أنني أجذبه من تحت عربة قطار مزدحم بالبضائع وعانيت الأمرين كي أنجح في الجلوس فقط
    تنبهت شهرزاد فاقبلت فرحة وقالت: صباح الخير إيه النوم ده كله؟, إنت مش بتقول بتصحى بدري؟
    قلت: أصحى؟! مش لمّا أنام الأول أنا منمتش لحد الشمس ما طلعت
    قالت: آه صحيح هو ايه اللي نيّمك فجأه كده امبارح؟ ده أنا يادوب سيبتك دقيقة وقمت أظبط مكياجي ببص لقيتك رحت في النوم ومعرفتش اصحيك تاني
    قلت: إيه؟ وكنتي بتظبطي مكياجك ليه تاني بعد الفجر؟
    ضحكت وقالت: الله مش عروسة ولازم أكون جاهزة دايما
    جاهزه!!!؟ جاهزة إيه اكثر من كده
    قلت: أصلي الظاهر كنت تعبان شوية قلت كفاية وبارك الله فيما رزق وأنام بقى
    قالت: طيب ما نطلب الفطار هنا أحسن
    قلت: لا لا الجو في المطعم بيكون أحلى
    قلت ذلك وانا اتحامل على نفسي و أغادر السرير مسرعا قبل اي تطورات غير محمودة العواقب
    *******
    بارك الله بك ياسالم إبن بردقوش
    قلت ذلك وأنا اسحب لفافة البردقوش المخفية بعناية من الحقيبة و أدسها في جيب الشورت قبل أن نتوجه للإفطار
    على مائدة الإفطار كانت توجد مكعبات الزبدة الصغيرة المغلفة.. تناولت إثنتين منها مستغلا ذهاب شهرزاد الى البوفيه المفتوح, قمت من مكاني و اشرت لها أنني متوجه للحمام, في الحمام وضعت قالبي الزبد في فمي ثم أفرغت نصف محتويات الكيس فوقهما و اخذت امضغ
    يا للداهية.. ماأبشع هذا.. إختلطت الأعشاب بالزبد وكونا كتلة بشعة الطعم صعبة البلع أخذت ألوكها بصعوبة حتى كادت تخنقني
    إبتلعت الخليط البشع وأخذت أحاول أنظف اسناني بالكثير من الماء حتى لا تلحظ شهرزاد
    اخذت أعزّي نفسي قائلا أنا لا أحتاج هذه الأشياء طبعا ولكن هذا فقط للظروف القهرية الحالية, فانا حاليا أعتبر في ظروف حرب.. وفي زمن الحروب يجوز إستخدام كل الوسائل لتحقيق النصر
    عدت إلى مائدة الافطار و اخذت أحدّث شهرزاد عن جمال البحر في المنطقة وعن الرحلة البحرية التي تنطلق بعد ساعة من القرية الى جزيرة في وسط البحر وذلك لمشاهدة الغروب والعودة تحت ضوء القمر.. واخبرتها أنني سمعت أنها رحلة أسطورية ويجب الاّ نفوّتها
    لم تبدِ شهرزاد حماسا كبيرا لأن الرحلة ستدوم معظم اليوم ولن نستطيع أن نكون وحدنا
    قلت: أنا نفسي نفضل لوحدنا على طول بس برضه الرحلة دي حنفتكرها دايما لأنها رحلة شاعرية جميلة
    وافقت شهرزاد على القيام بالرحلة وإنتهينا من الافطار وقمنا للعودة الى الشاليه وأنا ألمّح بأن الوقت ضيق ويجب أن نستعد بسرعة
    بعد بضعة خطوات إلتفت الى شهرزاد و أنا أكاد اصرخ: إدّيني مفتاح الشاليه بسرعة.. بسرعة
    قالت مندهشة: ليه؟ ما إحنا رايحين مع بعض
    قلت: بقولك بسرعة.. بسرعة
    ناولتني المفتاح مدهوشة وتركتها فاغرة فاها واخذت أعدو بأقصي سرعة في القرية وسط دهشة النزلاء
    وصلت الى الشالية ففتحت الباب واندفعت الى الحمام بجنون
    *******
    كنت نائما في السرير والمغص يكاد يقطع أمعائي عندما قالت شهرزاد:  إيه الحكاية؟ إحنا أكلنا مع بعض, ايه اللي تعب معدتك كده؟
    رددت: أكيد أخذت برد في معدتي
    لأقطعنك أوصالا ياسالم بردقوش
    قالت: برد!!! من إيه؟
    قلت: حيكون من إيه يعني؟, ما أنا قاعد طرزان طول اليوم قدام التكييف لازم اتجمد طبعا
    قالت: طيب معلش, عموما الدوا اللي إديتهولك حيخليك زي الحصان
    قلت: خلاص أنا حنام شوية لأني حاسس إني هبطان
    *******
    بعد ساعتين فتحت عيني وأنا أحمد الله أنني ما زلت على قيد الحياة, لم أجد شهرزاد بالشاليه
    تناولت الموبايل لأتصل بها ولكن تذكرت أنني لم أتصل بزوجتي منذ قدومي ووجدتها فرصة للاتصال
    جاء صوتها فرحا: اهلا يا حبيبي إنت فين؟ عمّاله اضرب عليك طول اليوم والموبايل مقفول
    رددت: لأ ده المنطقة الإرسال فيها ضعيف, إزيك إنتي والولاد؟ وحشتوني جدا
    قالت بحنان: وإنت كمان.. مش عارفه ليه المره دي قلقانة على طول, وشفتك مرتين في الحلم تعبان أوي
    قلت: هه؟.. آه.. ايوه.. الحقيقة الشغل متعب أوي أوي, تقريبا طول اليوم في المنجم إدعيلي ربنا يقوّيني
    قالت: بدعيلك على طول, خذ طارق عايز يكلمك
    جاء صوت طفلي الصغير ذو الأربع سنوات: إزيك يا بابا إنت مش تيجي ليه؟
    قلت: حاضر يا طرّوقه يومين وآجي وحجيب حاجة حلوة
    كلمت ابني الأكبر وإبنتي وأحسست أنني مشتاق جدا لهم جميعا
    أنهيت المكالمة وأنا أستشعر رعشة داخلية
    كلماتهم تفيض بالصدق وأنا أكذب عليهم تماما
    ماذا سيحدث لو علموا جميعا أنني أحدثهم من سرير زوجة جديدة
    يا للمصيبة.. سافقد إحترامي تماما لديهم, سأوصم بأنني كاذب ولن يغفروا لي أبدا
    ضاق صدري لتلك الافكار وحاولت أن أطردها من عقلي فاتصلت بشهرزاد على الموبايل
    ردت عليّ قائلة: أهلا يا حبيبي.. ها عامل إيه دلوقتي
    سألتها: كويس إنتي فين
    قالت: أنا في البرجولا.. عارفها؟ اللي قدام البحر على اللسان تعالى أقعد معايا دي حلوه اوي
    قلت: طيب انا جاي
    توضأت وصليت الظهر وغيرت ملابسي وخرجت ووجهتي البرجولا
    وصلت البرجولا فوجدتها قهوة على الطراز الشعبي وجاءني صوت شهرزاد مناديا من خلفي: أنا هنا
    إلتفتُّ لأجد مشهدا مروعا كاد أن يجمد الدم في عروقي
    *******
    كلمات مفتاحية  :
    قصة يوميات زوج سعيد

    تعليقات الزوار ()