أكد خوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الاوروبية دعم الإتحاد الأوروبى للثورات العربية والتضحيات التى بذلها الشعب المصرى من أجل الحصول على الحرية والوصول إلى الديمقراطية.
وقال فى الكلمة التى القاها أمس بدار الأوبرا المصرية بمناسبة زيارته الحالية لمصر: " زيارتى الحالية لمصر تهدف لمعرفة توقعات الشعب المصرى من الإتحاد الأوروبى ولتاكيد الشراكة بين مصر والإتحاد الأوروبى على المدى الطويل" . وأضاف باروسو في خطاب القاه بدار الاوبرا المصرية بعنوان ( شركاء فى التجربة .. استجابة الاتحاد الاوروبي الى الربيع العربي ) : " كان الإتحاد الاوروبى أول من أعلن تأييده للثورات العربية، ومن ثم كان لابد من وضع نهج جديدة للتعامل بصورة أكبر مع الواقع الجديد فالمنطقة" . واوضح ان هذا لتحقيق ثلاثة أهداف هامة ، هى ضخ الاموال وتسهيل حركة التنقلات والدخول للأسواق الاوروبية ، ولهذا قرر الإتحاد الأوروبى زيادة مخصصاته المالية لتطبيق برامج سياسة الجوار لتصل إلى سبعة مليار يورو خلال السنوات الثلاثة القادمة، بالإضافة لوجود قروض تقدر بحوالى 6 مليار يورو يأتى معظمها من بنك الإستثمار الأوروبى وهو أكبر جهة ممولة تنموية تتعامل مع منطقة شمال أفريقيا.
واشار باروسو الى ان هناك بالفعل تسعة مشروعات تتم مع مصر بتكلفة تصل لمليار يورو، سيتم العمل فيها خلال ال12 شهرا القادمة، وذلك بالإضافة ل 20 مليار يورو تم تخصيصها خلال اجتماعات مجموعة الدول الثمانى الصناعية الكبرى فى مايو القادم .. ووصف مصر بانها تعتبر مؤهلة بشكل كبير للحصول على أكبر قدر من هذه المساعدات نظرا لريادتها فى مسار تحقيق الديمقراطية."
وأكد باروسو التزام الإتحاد الاوروبى نحو مساندة مصر فى تحقيق طموحاتها التى قامت من أجلها الثورة التى أدهشت العالم بأكمله ، ومن هنا كان لابد من تغيير علاقة الاتحاد الاوروبى بمصر والإنتقال لمرحلة جديدة من الشراكة التى تحترم وتسعى لتحقيق أهداف مشتركة وهى الحرية والإستقرار والإنتفتاح والعيش بكرامة فى مجتمع يحترم كل فرد.
وشدد باروسو على أنه لم يأت إلى مصر لمحاولة فرض نموذج محدد للديمقراطية بل على العكس فهناك إيمان أوروبى بتميز كل دولة بظروفها عن الدول الأخرى فلا يمكن تطبيق نموذج للديمقراطية فى بلد لمجرد أنه نجح فى بلد أخرى. فرغم نجاح أوروبا فى تحقيق تكاملها وإندامجها فى سلام بعد تاريخ طويل من الحروب، وخوض الدول الاوروبية طرقا طويلة من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، إلا أنه يصعب محاولة فرض نموذج أوروبى على دول الربيع العربى. وأضاف:" أتيت لمصر لكى أستمع للجانب المصرى وأعرف ما يتوقعه المصريين مننا بأعتبارنا شركاء. وأؤكد ان الديمقراطية السياسية وحدها لا تكف لتحقيق حرية الشعوب بل يجب أن يتم معها الإصلاح الإقتصادى الذى يقوم على خلق مزيد من فرص العمل لشباب هذا الوطن."
وقال باروسو خلال خطابه وفي رده على بعض الاسئلة :" مصر دولة واعدة ، و دولة ذات هوية وطنية قوية وتتمتع بتاريخ ملهم للحضارة الاوروبية والاخرين، كما ان الحضارة المصرية هى التى اثرت فى الحضارتين اليونانية والرومانية".
وقال ان الاتحاد الاوروبي حرص على تقديم الدعم المطلوب للمجتمع المدني فى مصر، و لكن وفق شروط واجراءات الاتحاد وبما يتواءم مع قوانين الدول المشاركة والقوانين المحاسبية المنظمة لتقديم المساعدات. واشار الى ان هذه القواعد تنطبق ايضا على المساعدات التى تقدم الى دول الاتحاد نفسه. واوضح ان الاتحاد الاوروبي بصدد تسريع اجراءاته والابتعاد نوعا ما عن البيروقراطية من اجل ضمان وصول المساعدات في اقرب وقت ممكن، خاصة فيما يتعلق ببرامج التعليم.
واشار باروسو الى تجربة الثورة البرتغالية التى عايشها، قائلا :" لقد التحم الجيش مع الشعب، حتى قيام حكم ديمقراطي مدني يستند الى ارادة الشعب.. وان دور الجيش ضروري جدا فى تشكيل مجلس قيادة الثورة مع الشعب، على ان يعود الى ثكناته فيما بعد".
كما اكد باروسو على اهمية تعميق ما اسماه بـ " ثقافة الديمقراطية "، حيث ان صناديق الاقتراع ليس هى فقط التى تعبر عن الديمقراطية ، والتى يجب ان تعنى التواءم مع الحلول الوسط واحترام حقوق الانسان وتقبل الاخر والتسامح والاتفاق على مبادئ مشتركة، والاهم هو ان الديمقراطية ليست فقط تقبل حكم الاغلبية ولكن احترام حقوق الاقليات.
واعرب المسئول الاوروبي عن امله فى تتعايش دول منطقة الشرق الاوسط مثلما يعيش الاتحاد الاوروبي الان مع دول مستقلة وذات سيادة ولكنها تندمج جميعها فى اطار مؤسسي موحد، بعدما عاشت اوروبا حروب مكلفة للغاية. وقال :" لقد تبنى الاوروبيون نموذجا هو نوع من الالتحام بين الحرية والمجتمع المفتوح والاقتصاد المفتوح يدعم رفاهية الشعوب" .
وكان باروسو قد بدأ خطابه بوصف مصر بانها " ام الدنيا" مستلهما قول المصريين عن انفسهم. وقد شارك فى الندوة التى اقامها الاتحاد الاوروبي فى دار الاوبرا، د. سمير رضوان وزير المالية ود. عماد ابو غازي وزير الثقافة ود. عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء الاسبق .