بتـــــاريخ : 7/14/2011 9:01:18 AM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1109 0


    حديث الثورة في أتوبيس عام ..بين القضاء على نظام الطغاة وانتشار البلطجية

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : يوسف جابر | المصدر : gate.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :

    يمر الاتوبيس بشوارع ودروب القاهرة حاملا بداخله، مواطنين، غالبيتهم من الطبقة الفقيرة، يتناقشون فيما بينهم حول الأوضاع التي وصلت لها البلاد في أعقاب الثورة الأخيرة، ويشكلون ما يشبه الـ"توك شو" المتجول في شوارع القاهرة، حيث يصبح الراكب مذيعًا ومحاورًا ومشاهدًا في ذات الوقت.
    والأتوبيس 951 - المقطم يعد مثلا لهذا "التوك شو" المتنقل، يقلع الأتوبيس من محطته الكائنة في نهاية شارع 9 بالمقطم، وحتى موقف عبد المنعم رياض.
    يبدأ الأتوبيس في الانطلاق، ويحمل أكثر من 20 شخصًا، يتجاذب أحدهم أطراف الحديث وهو عم أحمد قائلا: البلد دي حالها مش هيتغير أبدا.
    الأستاذ علي، موظف بإحدى المصالح الحكومية، وكان في طريقه للعمل، وسط الزحام، حاول أن يشغل نفسه بالحوار مع عم أحمد فرد عليه..تفائل خير يا عم أحمد إن شاء الله الأيام الجاية هتكون خير علينا كلنا.
    لم يعجب الكلام عم أحمد، حيث إن أحوال البلاد تزداد سوءا ولا جديد في محاكمات المسئولين في النظام السابق ورجال الأعمال.
    عم أحمد: تفائل خير..على أي أساس البلد وفي النازل والوزراء خدوا براءة وشبابنا ماتوا في ثورة مجهولة يبقى فيه أيه تاني؟

    عند اقتراب الأتوبيس من كارفور المعادي، صعدت الحاجة عفاف، وظهر أنها من المؤيدين للثورة، عندما سمعت الكلام الدائر بين عم أحمد والأستاذ علي.
    الحاجة عفاف: ربنا يبارك للولاد دول احنا بقالنا سنين وإحنا عايشين في الفقر والذل والمهانة.
    عدد كبير من ركاب الإتوبيس أعجبهم كلام الحاجة عفاف، وهذا كان واضحا من تعبير وجوهم بعد ردها، لكن عم أحمد مازال متمسكا برأيه.
    عم أحمد: يعني عاجبك اللي بيحصل دا من انتشار البلطجية ورجال الشرطة في بيوتهم والبلد مفتوحة وكل يوم بنسمع عن حريق هنا وهناك.
    على طريق الأوستراد، كان في انتظار الأتوبيس شاب من ثوار التحرير، وذهب للكمساري وقطع التذكرة وجلس في المقدمة بجوار الشباك.
    الحاجة عفاف ورغم ردود عم أحمد مازالت متمسكه بكلامها.
    الحاجة عفاف: الحاجات دي كلها أكيد كانت هتحصل، ودي فترة وهتعدي.
    الشاب التفت خلفه وسمع كلام الحاجة وتعبيرات وجهة أظهرت أنه سعيد بالكلام دا باعتبار ان هذا الكلام يقوي ويرفع من معنوياتهم.
    الشاب: الثورة خلاص قامت والحمد لله قضت على النظام وعلى طغاة قتلونا لسنوات طويلة، وإن شاء الله مش هنسكت لحد ما نقضي على ذيولهم وأذنابهم الباقية.
    عم أحمد بعد كلام الشاب حس أنه الناس بدأت تنظر إليه وشعر بالحرج، وشاف أنه لازم يدافع عن موقفه من الثورة.
    عم أحمد: وإنت شايف إن دي ثورة يا ابني..البلد ضيعتوها وانتوا مش شايفين..وكل يوم تعملوا إضراب واعتصامات، ووقفات احتجاجية، هتعملوا إيه تاني.
    الشاب شعر بأنه عم أحمد ممكن يأثر على موقف الناس من الثورة بكلام ليس له أصل من الصحة ويعبر عن مواقف واراء بقايا النظام السابق.
    الشاب : احنا اللي ضيعنا البلد .. كان عاجبك اللي بيحصل لما تلاقي عسكري يدخل بيتك ويعتدي على أهلك وانت مش قادر تعمل حاجة، وكمان الأطفال اللي كنت بتشوفها نايمة على الأرصفة في عز الشتاء القارس دون حماية لهم.

    اقتربت محطة التونسي والتي جهز عمي أحمد، نفسه للنزول بها والجميع ينظر اليه ببعض السخرية، وبعد نزوله من الاتوبيس نظر اليه الشاب.
    الشاب : على فكرة الأيام بيننا وان شاء الله مصر هتكون من الدولة المتقدمة، بعد ما نقضي على رموز النظام السابق.
    ومع استمرار الأتوبيس في طريقه هدأت رويدا رويدا حدة المناقشات، وتلاشات أصوات الركاب ما بين ضجيج موتور الأتوبيس، وصياح المارة وأبواق السيارت، ولكن الأكيد أن الجدل الدائر في صدور كل منا لم ينته، ويبدو أنه لن يتنهي قبل مرور وقت طويل...


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()