فى إطار تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، وافقت الحكومة الاتحادية السودانية على زراعة 10 آلاف فدان بالقمح فى مشاريع الجابرية والدفوفة والواحة والزهراء فى الشمال بدءا من الموسم الشتوى المقبل 2011- 2012، على أن تتحمل السودان تمويل كل التكاليف الإنتاجية لزراعة القمح لمصر وتجهيز الأرض للزراعة فى نوفمبر المقبل، وهو ما يمثل أول استثمار حقيقى فى المساحات المخصصة لمصر فى السودان والبالغة مليونا و250 ألف فدان.
أعلن ذلك الدكتور أيمن أبو حديد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى خلال اجتماعه مع الدكتور سعد نصار مستشار الوزير، واللواء دكتور أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والدكتور محمد فتحى عثمان رئيس مركز البحوث الزراعية، ورؤساء قطاعات الوزارة لاستعراض تقرير الوفد المصرى الذى قام بزيارة السودان خلال الفترة من 2 إلى 11 يوليو الحالى، حيث اتفق مع حكومة السودان على التعاون فى مجالات زراعة القمح وإنتاج وصناعة السكر والثروة الحيوانية والتقاوى والإرشاد الزراعى.
وكشف الوزير عن أنه سيتم توفير الخدمة الفنية والعمالة الزراعية لزراعة القمح من الجانبين المصرى والسودانى لضمان الأداء الأمثل للمشروع، وفصل الإدارة عن العمل الفنى بتشكيل لجنة فنية بقرار من وزيرى الزراعة فى البلدين لمدة عام، على أن تسلم إدارة المشروع فى نهاية العام لشركة متخصصة لتعظيم الفائدة والمردود الاقتصادى من المشروع، مشيرا إلى أن الحكومة الاتحادية السودانية تكفلت بتذليل كل المشاكل التى قد تنشأ مع المزارعين المحليين لضمان نجاح المشروع.
وقال الوزير إن السودان حدد 165 ألف فدان بنطقتى شمال أبو حمد ودحامد للاستثمار الزراعى المصرى كمرحلة ثانية من إجمالى المساحات المخصصة لمصر، مشيرا إلى أن بنيتها الأساسية كاملة.
كما تم الاتفاق على زراعة باقى المساحات من إجمالى المليون و250 ألف فدان على المياه الجوفية لصعوبة الرى النيلى وحاجته إلى شق ترع بأطوال تتراوح بين 20 و40 كيلو.
وفى مجال إنتاج وصناعة السكر أكد الوزير لـ"بوابة الأهرام" أنه تقرر رفع طاقة مصنعى الجنيد وحلفا بالسودان إلى 6500 و7500 طن يوميا على التوالى، وذلك بتمويل مصرى أو سودانى أو مشترك، إلى جانب إقامة مصنعين للسكر باستثمارات مشتركة فى منطقة الحداف بولاية الجزيرة على مساحة 45 ألف فدان، ومنطقة الحرقة على مساحة 25 ألف فدان قابلة للزيادة، وجميع المواقع جاهزة للاستثمار فورا، مشيرا إلى أن هناك خطة للحكومة السودانية لإقامة مصانع مستقبلية للسكر بمشروعات الرهد على مساحة 25 ألف فدان وأبو قوته وسكر القصب بالجزيرة وسكر الشامل بولاية نهر النيل على مساحة 75 ألف فدان، وسكر رادب على مساحة 165 ألف فدان.
وأكد أن الجانبين المصرى والسودانى اتفقا على التعاون فى كافة مجالات الثروة الحيوانية والسمكية، مشيرا إلى أن الجانب السودانى أكد قدرته على تصدير ألف طن لحوم طازجة يوميا إلى مصر، بشرط إزالة الجانب المصرى كل المعوقات على تصدير العجول السودانية والخراف إلى مصر، وفتح منافذ حدودية جديدة بالبحر الأحمر.