قوله: [فإن زال تغيره بنفسه: أو بإضافة طهور إليه، أو بنزح منه، ويبقى بعده كثير، طهر] أي عاد إلى طهوريته.
الشرح: بين المؤلف هنا طرق تطهير الماء النجس وهي ثلاث طرق: أحدها: أن يزول تغير هذا الماء النجس الكثير بنفسه، مثال هذا: أن يكون عندنا ماء يبلغ القلتين وهو نجس، ولكنه بعد يومين أو ثلاثة زالت نجاسته دون أن نضيف إليه شيئا، فإن هذا الماء يصبح طهورا؛ لأن الماء الكثير يقوى على تطهير غيره، فتطهير نفسه من باب أولى.
الطريقة الثانية: أن يضاف إليه ماء طهور كثير، لأننا لو أضفنا إليه ماء طهورا قليلا لتنجس بملاقاته للنجاسة. مثال ذلك: أن يكون عندنا إناء فيه ماء نجس يبلغ نصف قلة، فإذا أردنا تطهيره نضيف إليه ماء طهورا يبلغ القلتين حتى يتغير هذا الماء النجس وتزول نجاسته بالمكاثرة، فيبقى عندنا ماء طهور كثير يبلغ قلتين ونصف.
الطريقة الثالثة: أن ينزح من الماء النجاسة حتى يبقى بعده ماء طهور كثير، أي يبلغ قلتين فأكثر على اختيار المؤلف في حد الماء الكثير.
هذه هي طرق تطهير الماء النجس، والصواب في هذا أن يقال بأنه متى زال تغير النجس فإنه يطهر بأي وسيلة كانت، وسواء كان قليلا أم كثيرا.