وسئل فضيلته: ما معنى قوله -تعالى- وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؟
فأجاب: هذا استفهام تقرير، أي لا أحد أحسن قولا من الدعاة إلى الله -تعالى- وأهل العمل الصالحين المقرين المعترفين بأنهم من المسلمين.
وهذه الآية نزلت في مكة، فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ أول هذه السورة على عتبة بن الوليد بمكة كما ذكره ابن إسحاق في السيرة وغيره، وقد قيل: إن هذا الداعي هو النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا شك أنه أولى من يدخل في معنى الآية، إلا أنها عامة في كل الدعاة إلى الله -تعالى- أي إلى دينه وشرعه وعبادته والإخلاص له في القول والعمل؛
ولهذا قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى- بعد أن تلا هذه الآية فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، وقد قيل: إن الآية نزلت في المؤذنين، ولا شك أن المؤذن داخل في عمومها، لكنها نزلت قبل شرعية الأذان، والله أعلم.