ومن الفتن العظيمة والتي هي من أخطر الفتن ألا وهي فتنة قرين السوء ! وهي أن الإنسان قد يبتلى بصديق، أو أب، أو أخ، أو زميل، يكون قرينا مقارنا له، ويكون ذلك القرين قرين سوء يدعو إلى المعصية، ويحذر من الطاعة! فالفتنة بهذا القرين فتنة كبيرة وعظيمة.
وسبيل الإنسان للتخلص منه أن يصبر ويصابر، ويتمسك بالحق مهما كان، فإذا كان زميلك الذي تدرس معه أو تشتغل معه منحرفا، أو عاصيا، أو متلبسا بمعصية، أو محبا لها؛ وقد ابتليت مثلا بأن عيّرك بتقصير ثوبك إذا كان مسبلا! أو عيرك بإعفاء لحيتك إذا كان حليقا! ويعيبك بزهدك وشدة ورعك، ويعيبك لمداومتك على صلاة الجماعة، ويعيبك لبعدك عن الأفلام والأغاني، بل قد يدعوك إلى ترك هذه الطاعات والسير وراءه في فعل المعاصي والمنكرات، فلا تنخدع به، واصبر على أذاه، حتى يجعل الله لك مخرجا، فإن الفتنة بقرين السوء كبيرة مهما كان، سواء كان أخا، أو أبا، أو ابنا، أو صديقا، أو طالبا، أو معلما!
لذلك فإن دعاية هؤلاء دعاية لها أثرها يجب الحذر كل الحذر من دعاياتهم، والإنسان الذي وهبه الله المعرفة ويعرف أنه على حق لا ينخدع ولا يميل إلى ذلك.