ومن فتن هذا الزمان والتي انتشرت وعمت وطمت، سماع الأغاني والمعازف والطرب
إن مرتادي الملاهي ومحبي سماع الأغاني والطرب ونحو ذلك يحبون أن يكثر أمثالهم، ذلك أن سامع الأغاني والطرب يعلم أنه متى ما كنا ضده كلنا، قمعناه وقهرناه وأذللناه؛ فاندحر وذل ولم يتمكن من متعة نفسه وإظهار مشتهياته، والإعلان عما يميل إليه.
أما إذا كثر مناصروه، وكثر الذين هم في صفه والذين هم من جنده وأتباعه، فإنه يتمكن بعد ذلك من إقامة المسارح والمراقص والملاعب، ونحوها ويدعو إلى ذلك، فتسليطه على هؤلاء الجهلة فتنة وبلية، يثبت الله بها أهل العقول ويزيغ بها أهل الجهل والضلال.