وزاد زكرياء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
(لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء
فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر قال ابن عباس -رضي الله عنهما- من نبي ولا محدث )
قوة الحق
**
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم
فقد استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته
فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( فدخل عمر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك
فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي
فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب
فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله
ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غيرفجك )
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا
وقال متحديا لهم (من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )
فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه
عمر في الأحاديث النبوية
****
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب
نذكر منها ( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
الراوي: أبو هريرة المحدث: الشوكاني - المصدر: در السحابة - الصفحة أو الرقم: 85
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح [وروي] من حديث بلال وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم وقد
اختلط ومن حديث معاوية
وفي إسناده ضعفاء ومن حديث عمر بإسناد رجاله رجال الصحيح إلا علي بن سعيد المقرئ
( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3686
خلاصة حكم المحدث: حسن
( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة
وسمعت خشفاً أمامي فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية
فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيْرتك )
فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3679
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ فشربت منه
حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب
قالوا فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال العلم
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2859
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ
منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه
قالوا فما أوَّلته يا رسول الله ؟ قال الدين
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 23
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
خلافة عمر
***
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده
واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا
فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان
اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته وأنه ليس فينا مثله
وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم
أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده وأوضح سبب اختياره قائلا
اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم
واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم
ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا
أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ولا وليت ذا قربى
واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا
فرد المسلمون سمعنا وأطعنا وبايعوه سنة ( 13 هـ )
انجازاته
**
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة
لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال
كان اسلام عمر فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت إمامته رحمه
ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر
فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ )
وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ )
وأول من عسّ في عمله يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج
كما أنه مصّـر الأمصار واستقضـى القضـاة ودون الدواويـن وفرض الأعطيـة
وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه
وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد
ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة
وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي
فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم
فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق
فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وعمر -رضي الله عنه-
هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام
وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة
الفتوحات الإسلامية
***
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص
وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس
وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُس
وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب
حتى قال بعضهم كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج
هَيْـبَتِـه وتواضعه
***
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية
وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا
بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه
وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة
استشهاده
**
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها
اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك
وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي
(غلاما للمغيرة بن شعبة) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء
لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة
ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى
أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة
ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-
في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة