بتـــــاريخ : 7/3/2011 2:32:56 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1365 0


    حرب 67.. كانت سنة كام؟

    الناقل : loaa | العمر :37 | الكاتب الأصلى : من ايميلي

    كلمات مفتاحية  :

    حرب 67.. كانت سنة كام؟

     


    لو لم أستمع بنفسي لهذا الحوار لما صدقته مطلقا
    كانت الفتاة المتقدمة لاختبار المذيعات في إحدى المحطات الإذاعية الخاصة تواجه بعض الأسئلة من لجنة التقييم على الهواء مباشرة
    أول هذه الأسئلة كان عويصا جداً
    متى وقع العدوان الثلاثي على مصر؟
    توقعت أن الفتاة ستضحك في سخرية، وتجيب في سرعةبل إني تخيلت أنها ستطلب من اللجنة عدم الاستهانة بها بمثل هذه الأسئلة التافهة
    إلا أن المدهش أنني لم أسمع إجابة مطلقاً، وساد الصمت للحظات طويلة.. فتخيلت أن عطبا ما أصاب الراديو
    ولكني وجدت صوت الفتاة يعود متردداً مرتعشاً ثم قالت: مش عارفة
    !!!!
    وعلامات التعجب من عندي بالطبع بعدها يبدو أن المسئول أراد أن يسهل عليها الأمر فسألها عن السنة التي وقعت فيها النكسة فكانت نفس الإجابة المرتعشة المترددة: مش عارفة
    ثم كان السؤال الأخير
     "وحرب أكتوبر؟"
    ردت الفتاة في سرعة هذه المرة: لا طبعا في 1973
    لم أتمالك نفسي وقتها وكدت أن أزغرد من الفرحة
    *******
    اللافت أن مسئول المحطة الإذاعية هاجم الفتاة وتكلم عن الحد الأدنى من المعلومات التي يجب أن تعرفها وقال لها بأنه لا يستطيع أن يوافق على أن تعمل كمذيعة ثم -بعقلية تجارية بحتة- عاد وقال لكن من الجائز أن يكون لدى الجمهور رأي آخر
    وهي الفكرة التي التقطها مذيع البرنامج في سرعة وهو يقول وهي دي فكرة البرنامج يا أصدقائي.. الرأي رأيكم.. اللي شايف إن فلانة ممكن تكون مذيعة كويسة يتصل بينا على الرقم كذا
    أو يرسل اس ام اس على الرقم كذا
    كونوا معانا
    ......
    *******
    أغلقت الراديو وأنا أضرب كفا بكف فكيف للرجل أن يقرر بنفسه -على الهواء مباشرة- أن الفتاة لا تصلح مذيعة ثم -بصنعة لطافة- يدعو الجمهور إلى التصويت عليها بعد أن جعله يتعاطف معها، وهي أساسا غير مؤهلة لهذا التصويت؟
    بالقطع بيزنس الاتصالات -القائم على وهم المشاركة في القرار- هو المتحكم الوحيد في مثل هذه الأمور، وهكذا على الجمهور البائس أن يسارع ويصوت على أرقام التليفونات، وعلى المحطة الإذاعية أن تربح من قيمة الاتصالات، وكله باسم الحرية وديمقراطية الاختيار
    ما يثير أكثر أن هذا المسئول أخذ يتكلم بحرقة عن الثقافة والحد الأدنى منها بينما الإذاعة -المسئول عنها أساسا- لا تبث على مدار 24 ساعة سوى الأغنيات وآهات المحبيين ومشاكل شباب المولات
    جزء كبير من كومة الأزمات التي تعاني منها مصر يكمن في أن المتباكين على انحدار الذوق العام، وتراجع مستوى الثقافة وازدياد سطحية الشباب هم أساسا الذين يوفرون البيئة الصالحة لذلك إن لم يكن هم من يزرعونه بأنفسهم
    بس بالمناسبة ماحدش يعرف حرب 67 كانت سنة كام؟
    *******
    -محمد هشام

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()