يعاني العديد من الموظفين من عدم القدرة على بناء جسر من التواصل مع مدرائهم في العمل، إما بسبب عدم وجود قاعدة مشتركة للتفاهم بينهم، أو لأن المدراء غالبا ما يكونوا متعنتين في تعاملهم مع هؤلاء الموظفين.
لكن ميشيل وارد - خبيرة في مجال التنمية الذاتية وعلاقات العمل - تؤكد أن أول طريق لتجنب المواقف المذلة والمحرجة مع المدير تتمثل في "أن تؤدي واجبك على الوجه الأكمل " وبالتالي لن تكون لديه آية فرصة لاستفزازك من الأساس.
على أن ميشيل وارد تؤكد أنه اذا بدأ المدير في توجيه اللوم للموظف أو حتى الشروع في استفزازه وإهانته، فإنه على الموظف أن يحافظ على ثباته الانفعالي وهدوئه النفسي، وألا ينزلق إلى هذه الهاوية بأن يبادل مديره الإهانات، وألا يأخذ هذه التصرفات على محمل شخصي حتى لا تنهار ثقته بنفسه.
على الموظف أن يدرك أن كل مدير يختلف عن الآخر في شخصيته، لأن كل منهم ينحدر من ثقافة مختلفة مصدرها التربية وطبيعة الشخصية والطباع والقدرات الإدارية نفسها، فهناك المدير المتصلب أو الذي يحب توجيه الأوامر طوال الوقت، وهناك المدير الهادئ وهناك المدير الذي لا يتدخل في العمل.
ويرجح خبراء التنمية الذاتية السبب الذي يدفع المدير للتصرف بطريقة "مستفزة وغير احترافية" مع موظفيه، بأن يكون المدير نفسه يكرر نفس التصرفات التي كان يلاقيها على مدى مسيرته المهنية حتى تكونت لديه صورة نميطة بأن هذه هي الطريقة المثلى والصحيحة للتعامل مع الموظفين، كما يلفت البعض إلى أن هذا السلوك قد يكون منبعه عدم شعور المدير بثقة في نفسه، أو انعدام قدراته الإدارية، وعدم تمكنه من التواصل مع مرءوسيه، فيتحول إلى الديكتاتور الذي ليس بإمكان أحد مساءلته أو الاعتراض على أوامره.
قد يتحجج بعض المديرين في سلوكهم العدائي والمستفز بأنهم يسعون إلى الكمال ويريدون تحقيق النجاح بنسبة 100% وليس 99.9%، ولكنه مجرد عذر يخفون وراءه عدم شعورهم بالسعادة والرضا في موقعهم الحالي.
وقد قدم الخبراء روشتة مبسطة للتعامل مع هذا النوع من المديرين لضمان سير العمل على أكمل وجه وتحقيق النجاح الوظيفي وتجنب استفزاز المديرين:
- تحديد طبيعة مطالب المدير:
قد يظن البعض أن المدير يمارس نوعا من الاستفزاز والتحكم لمجرد أنه يطالب بمستوى معين لجودة العمل، أو يوكل الموظف بمهام كثيرة، لكن على الموظف أن يقوم بالتمييز بين المدير الذي يطلب انجاز مهام كثيرة نتيجة كثرة العمل، ام انه يحاول فقط استفزاز الموظف وارباكه. فإذا كانت مطالب المدير واقعية وتتناسب مع المسمى الوظيفي للمرءوس ومع خلفيته العلمية والمهارية، فإن المشكلة هنا تكون على الموظف الذي لا يلبي مطالب مديره، لكن إذا قمت بالعمل على أكمل وجه، وقدمته في الموعد المحدد ووجدت أن مديرك مازال غاضبا أو متعنتا، فاطلب منه التحدث حول هذا الأمر، فربما كنت انت المخطئ ولم تفهم ما كان يريده منك.
2- خذ هدنة:
العمل لدى مدير قاس ومتعنت هو أحد أهم مسببات الضغط والتوتر وانعدام وجود بيئة عمل تشجع على النجاح والإبداع.
عندما تشعر أنك قد بدأت في دخول دائرة التوتر والضغط، فاطلب هدنة فورا، وابتعد عن مسببات التوتر، وتجنب التحدث مع مديرك حتى تهدأ، واذا شعرت أنك لا تستطيع ضبط أعصابك، فقم بتقديم طلب إجازة لمدة أسبوع حتى تهدأ أعصابك، وتفكر بهدوء في طبيعة العلاقة بينكما.
3- واجه مديرك:
اذا شعر المدير أن أحد الموظفين لديه خانع وينصاع بسهولة لمطالبه المبالغ فيها، فلن يتوقف أبدا عن معاملته بهذه الصورة، لكن أن يقوم الموظف برد فعل واضح - ولكن بشكل لائق ومهذب - فإن المدير هنا قد يراجع تصرفاته، ويتوقف عن مضايقته.
على أن أبلغ رد على المدير يكون من خلال إتقان العمل وإكماله على الوجه الأفضل وتقديمه في المواعيد المحددة وبأفضل جودة مطلوبة.
4- التوثيق:
اذا شعر الموظف أن مديره يتصيد له الأخطاء، فعليه أن يقوم بعمل سجل صغير يوثق فيه - بدقة وبالتواريخ والوصف الشامل - المواقف والأحداث التي يقوم خلالها المدير بتعمد اهانته أو استفزازه أو أي تصرف سلبي تجاهه.
5- المواجهة البناءة:
قم مباشرة بالتحدث مع مديرك في الوقائع التي كان يقوم باستفزازك فيها، ولكن حافظ على رباطة جأشك، فلا ترفع صوتك أثناء التحدث إليه أو تلوح بأصابعك إليه، وتوجه إليه بالسؤال كيف يمكنك مساعدته في إتمام العمل بصورة أكثر تحضرا وهدوءا.
6- الشكوى الرسمية:
اذا لم تتوصل لحل مع مديرك المباشر في هذه القضية، فلا تتردد في تقديم شكوى رسمية إلى قسم الموارد البشرية أو (شئون العاملين)، متضمنة المواقف السلبية التي بدرت من مديرك وقمت أنت بتوثيقها.
7- خطط للرحيل:
اذا لم تفلح كافة الخطوة السابقة في إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم مع مديرك، فعليك أن تبدأ بالتخطيط للرحيل إلى مؤسسة أخرى. قم بتحديث سيرتك الذاتية، وابدأ في الخضوع لعدة مقابلات عمل لدى مؤسسات أخرى، ففي النهاية أنت لست مضطرا للتعامل مع مثل هذا النوع من المدراء لبقية حياتك.