وسئل -غفر الله له ولوالديه-
نرجو شرح هذه الأبيات التي ذكرها شارح العقيدة الطحاوية وهي من شعر أبي إسماعيل الأنصاري يقول:
ما وحد الواحد مـن واحد |
إذ كل من وحده جاحـــد |
توحيد من ينطق عن نعته |
عارية.. أبطلهـا الواحــد |
توحيده إياه توحيـــده |
ونعت مـن ينعته لاحـــد |
فأجاب:
فإن ظاهره أن ليس أحد وحد الله وإنما هو وحد نفسه، وننصحك أن لا تتقعر في معنى هذه الأبيات، ولكن على كل حال هي فيها شيء من الدخول في علم التصوف أو الغلو فيه .
فالبيت الأول: الذي ذكر أنه ما وحّد الواحد من واحد، ظاهره أن الناس ليس فيهم موحّد.
والبيت الثاني: ظاهره أن كل من ينطق بتوحيده فإنه جاحد أو لاحد كما في بعض النسخ.
والبيت الثالث معناه: أن ليس أحد وحّد الله تعالى، إنّما الله هو الذي وحّد نفسه.
لكن يمكن حمله على أن المخلوقين تلقوا ذلك عن الله تعالى، فصار توحيدهم مأخوذا عن توحيده. هذا أحسن ما حمل عليه.