ثم ذكر جملة من الآيات وصرفها عن ظاهرها متبعا في ذلك تأويلات الجهمية وأتباعهم؛ ففي السطر الثاني عشر قال: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؛ هذه إشارة إلى علو المكانة لا المكان. والجواب: أن هذا تأويل المعتزلة ونحوهم؛ حيث ينكرون صفة العلو الذاتي لله تعالى أما أهل السنة فيقولون: إن الله تعالى في السماء كما يشاء، وكما في هذه الآية والتي بعدها، وكما وردت به السنة في جملة أحاديث، ولا يقولون: إن السماء تحويه أو تحصره تعالى عن ذلك علوا كبيرا، بل يقولون إن المراد بالسماء جهة العلو، فإن كل ما علا فهو سماء أو أن المراد: من على السماء كقوله: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ؛ أي عليها، وأدلة العلو متواترة متنوعة الدلالة، صريحة لمن تأملها ولا يلزم منها محذور كما تقول الجهمية ومن تبعهم.