ورد في الحديث الصحيح: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله... إلخ" فالمحبة الجائزة أو الواجبة هي المحبة لله وفي الله، ومن آثارها أن يقتدي بالمحبوب في أعماله الصالحة ويطيعه في نصائحه، وأن ينصحه عند وقوعه في خطأ أو زلل، فأما مثل هذه المحبة التي هي من آثار الإعجاب بالجمال والأناقة واللياقة والتي يكون من آثارها: التعلق بالمحبوب، ومحاكاة أفعاله، وتقليده في سيره ومنطقه وسائر أحواله، مما يدل على تعلق القلب به، فإنها محبة شهوة وعشق وميل إلى فعل الفاحشة، وسواء كانت محبة رجل لامرأة وشغفه بها بحيث يكثر من ذكرها ويضمن ذلك في شعره كما حصل من مجنون ليلى وكثير عزة، أو محبة رجل لرجل كالذين يعشقون المردان من الشباب ويحاولون أن يلتصقوا بهم مهما استطاعوا، أو من امرأة لرجل كما حكى الله عن امرأة العزيز مع يوسف.
قال تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا وهكذا قد يكون من امرأة لأخرى وذلك قليل في التاريخ، لكن لا يستغرب حدوثه في هذه الأزمنة التي حصل فيها ما يثير الغرائز ويدفع الكوامن، ولو من المرأة مع أخرى، وهو ما يعرف: بالسحاق ويعرف الآن: بالشذوذ الجنسي، وإن كان أخف من فعل فاحشة اللواط لخلوه من الإيلاج ولكنه محرم، وكذلك وسائله من المبالغة في الحب لمجرد الجمال والحسن، وهكذا ما يؤدي إلى ذلك، فالواجب التوبة من جميع ما ذكر، وتعلق القلب بالرب تعالى. والله أعلم .
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|