نوصيك بالتمسك بالإسلام والعمل بتعاليمه والحرص على اعتناق مذهب أهل السنة والجماعة واقتناء كُتب السلف الصالح كصحيح البُخاري وصحيح مسلم وكتب السنة للإمام أحمد والسنة لابنه عبد الله والسنة لابن أبي عاصم والعقيدة الطحاوية وشرحها لابن أبي العز وكتاب التوحيد ونحوها، ونوصيك بالتفقه في الدين وتعلم الأحكام والحلال والحرام، ونوصيك بالصبر على ما أصابك من الأذى في ذات الله؛ فهذان المُسلمان اللذان تسلطا عليك بالضرب والوخز، هذا من الابتلاء فاصبر على ما أصابك، وأما اصطناع الأصوات فهذا أيضًا لعله توهمات، فعليك الصبر والاحتساب، ونوصيك بالمواظبة على الصلاة جماعة وعلى الحرص وبذل الجهد في تطبيق الشريعة والعمل بالأحكام الإسلامية.
وأما ما يُخيَّل إليك من السجادة ذات الألوان الساطعة ومن رؤية الشمس دائمًا ومن تحرك القمر والنجوم والسحب وذهابها معك حيث تذهب وانحناء الأشجار وتمثلها للركوع فلا يضرك ذلك، ونحن لا نُكذبك ولكن لا نخدع بذلك ولا يُخيَّل إليك أنها كرامة أو أنه خيال والغالب أن هذا من التوهمات، وهكذا أيضًا المنامات التي رأيتها قد تكون من حديث النفس؛ فإن الإنسان إذا تخيل شيئًا وحدَّث نفسه به تمثَّل له ذلك في المنام، وأما الكتابان (المهدي) و(علامات يوم القيام) فهذه من الكتب التي تعتمد على الظن وعلى بعض الأحاديث التي ليست صحيحة، ولا يضرك مُطابقة صفاتك لتلك الصفات التي يُقال إنها صفات المهدي؛ فإن المهدي لا يعلم بصفته إلا الله تعالى، وننصحك باستعمال الرقية الشرعية وكثرة القراءة للقرآن وكثرة الأعمال الصالحة واستعمال أذكار الصباح والمساء، فلعل ذلك يُخفف ما أنت فيه من الهم والغم وحديث النفس. والله أعلم.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|