ننصحك ألا تتمادى مع هذه الوساوس والشبهات التي يُلقيها الشيطان ويُحدث بها نفسك؛ فإن الشيطان عدوٌ للإنسان، وهذه الوساوس قد وقعت للصحابة حتى قال بعضهم يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به، فقال النبي الحمد الله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة وأخبرهم بأن هذه الوسوسة لا تقدح في الإيمان ولا تُغير العقيدة، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي عما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل فننصحك بأن تُكثر الاستعاذة من الشيطان كلما وسوس لك في أمر العقيدة أو الدار الآخرة أو ألقى شُبهة تطعن في القرآن أو في البعث بعد الموت أو ما أشبه ذلك، فلا تلتفت إلى هذه الوسوسة، وكذلك لا تتحدث بها، وعليك أن تُشغل نفسك بغيرها وتتحدث في أمور الدين التي أنت بحاجتها كأمور العبادة ومعرفة الحلال والحرام والانشغال بقراءة القرآن والحرص على استظهاره وكثرة ذكر الله ونحو ذلك مما يطرد الشيطان، وندعو الله لك بالهداية ونسأله أن يعصمنا وإياك من نزغات الشيطان وتوهيمه وأن يحفظنا جميعًا من الشُبهات الشيطانية، ونوصيك بأن تتزوج لتُعفَّ نفسك؛ فقد وعد الله المتزوجين بأن يرزقهم كما قال تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وعليك أيضًا أن تلتمس عملا تحصل منه على مصلحة دنيوية تُغني نفسك وتُغني أهلك عن تكفف الناس، وفضل الله كثير. والله أعلم.