السُنة في الذكر الإسرار والإخفاء قال الله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ وقد جاء الأمر برفع الصوت بالتلبية لأنها شعار الحج أو العُمرة، وأما بقية الأذكار والأدعية فالأصل فيها الإسرار، قال الله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً فعلى هذا لا يجوز الذكر الجماعي إلا إذا قصد تعليم الجاهل فيُكرره حتى يعلم ويعرف كيف يدعو أو كيف يذكر الله، وأما ما ذُكر في كتاب المأثورات فلعل الكاتب استحسنه لأنه وجده مألوفًا ومعروفًا في ذلك المُجتمع، فرأى أنه لا بأس به، وليس كل شيء يشتهر في مكان أو دولة يكون مشروعًا. وهذا الكتاب فيه صواب وخطأ، ومن عمل بما فيه على وجه الاستحسان أو كان جاهلا فهو معذور، وهكذا يُقال في كتاب (كنز الدعاء) فإن فيه أدعية مأثورة وأدعية مُستحسنة والأولى للمسلم أن يقتصر على الأدعية الصحيحة كما في حصن المسلم والكلم الطيب وما أشبهها، وأما كتاب (الحصون المنيعة) فلم أقف عليه، ويظهر أنه كغيره مُشتمل على صحيح وضعيف، وأما الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي فإنهما من طلبة العلم، ولكن لهما أخطاء واجتهادات وفتاوى مُخالفة للدليل والغالب أن القصد منها مُوافقة ما يميل إليه جمهور الحاضرين وإرضاء جميع طبقات من ينتسب إلى الإسلام أو يقرب من بلاد المسلمين، فلا يجوز اتباع الأخطاء والهفوات التي تقع من هذين العالمين أو من غيرهما كالترخيص في كشف الوجوه للنساء، أو في السفر بغير محرم، أو في سماع الأغاني، وفي موالاة الكُفَّار والمُبتدعة وفي التقريب بين الأديان ونحو ذلك من الأخطاء التي تُخالف الأدلة الصريحة، وقد جاء في الحديث: أخوف ما أخاف عليكم زلة العالم وجدال المُنافق بالقرآن .