الذكر بعد الصلوات المكتوبة سنة وفيه فضل وأجر ويجوز الجهر به بعد السلام مباشرة لكن لا يكون ذكرًا جماعيًا بل كل فرد يأتي بالذكر وحده ولا يجوز توافقهم على صوت واحد فإن ذلك لم ينقل عن السلف فهو بدعة منكرة وإنما يفعله الصوفية ونحوهم في هريجهم وغنائهم وأورادهم البدعية ومن البدع أن يبقى الإمام بعد السلام مستقبل القبلة ثم يرفع صوته بالذكر أو الدعاء ويتابعه المأمومون بصوت واحد يرفعون أصواتهم جميعًا وإنما المشروع أن يدعو كل فرد لنفسه دون متابعة غيره وقد ورد في الصحيح عن ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية كنا نعرف انقضاء صلاة الجماعة بالتكبير وذلك أنهم بعد السلام يستغفر كل منهم لنفسه ويهلل ويحمد ويسبح ويأتي بأنواع من الثناء على الله كقوله: "اللهم أنت السلام. .. إلخ"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له... إلخ"، "لا إله إلا الله ولا نعبد إلى إياه... إلخ"، ونحو ذلك فإنهم مع رفع الأصوات المتفرقة قد يسمعهم البعيد فيعرف بذلك انقضاء الصلاة، فأما صلاة التراويح مع الوتر فيشرع بعد الاستغفار والتسبيح سبحان الملك القدوس... إلخ ولا يكون ذكرًا جماعيًا بل كل فرد يأتي بالذكر والتسبيح والاستغفار بمفرده حتى لا يقعوا في البدعة. والله أعلم.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|