أولا: يجوز الدعاء عليه من باب إظهار عقوبته، وإظهار ظلمه، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فإذا أصابته دعوة المظلوم ارتدع عن الظلم، وارتدع أمثاله عن التعدي على الآخرين، ويجوز ترك الدعاء، ليتوفر الأجر في الآخرة، فقد يكون الدعاء عليه فيه انتصار، وانتقام منه، فمن استطاع أن يتحمل ويصبر فقد قال الله تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ .
ثانيا: إذا كان هذا الظالم مستمرا في ظلمه وكيده، جاز إظهار فعله للناس، وجاز رفعه إلى المحاكمة للأخذ على يده، ومنعه من الظلم، فإن ذلك خير له، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: انصر أخاك ظالما، أو مظلوما قالوا: كيف أنصره ظالما قال: تحجزه، أو تمنعه عن الظلم وفي الأخذ على يديه، وعقوبته ردع لأمثاله عن البغي، والكيد على المسلمين، والاستطالة على المستضعفين.
ثالثا: الأجر في الآخرة هو أفضل من الانتقام في الدنيا، فقد قال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فإذا عفى المظلوم، وتسامح عن الظالم، فإن في ذلك إعادة الإخوة، وصفاء القلوب في الدنيا، وإجزال الأجر، والثواب عند الله.
رابعا: يكون العفو بترك المطالبة، وترك الحقوق التي أخذت لقول الله تعالى: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وإذا جمع بين الصفح عن أخيه المعتدي، ودعا له بالهداية كان في ذلك خير كثير، أما إذا كان العفو عنه يزيده عتوا، ونفورا، وتكبرا، وتماديا في الظلم، والعدوان، فإن هذا العفو يكون مذموما.
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|