بتـــــاريخ : 6/28/2011 3:18:35 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1165 0


    ذكر الله تعالى نفسه بصيغة المفرد وصيغة الجمع

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : ابن جبرين | المصدر : www.ibn-jebreen.com

    كلمات مفتاحية  :
    رقم الفتوى (3940)
    موضوع الفتوى ذكر الله تعالى نفسه بصيغة المفرد وصيغة الجمع
    السؤال س:إن الله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرًا أو مضمرًا، وتارة بصيغة الجمع كقوله: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا وأمثال ذلك، ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط، لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه، وربما تدل على معاني أسمائه، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور، وهو مقدس عن ذلك، ولفظ (إنا) و(نحن) وغيرهما من صيغ الجمع قد يتكلم بها الشخص عن جماعته وقد يتكلم بها الواحد العظيم، كما يفعل بعض الملوك إذا أصدر مرسومًا أو قرارًا يقول نحن، وقررنا ونحو ذلك، وليس هو إلا شخصا واحدا، وإنما عبّر بها للتعظيم، والأحق بالتعظيم من كلّ أحد هو الله عزّ وجلّ، فإذا قال الله في كتابه إنا ونحن فإنّها للتعظيم وليست للتعدّد ولو أنّ آية من هذا القبيل أشكلت على شخص واشتبهت عليه فيجب أن يردّ تفسيرها إلى الآيات المحكمة، فإذا تمسك النصراني مثلا بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ونحوه على تعدد الآلهة، رددنا عليه بالمحكم كقوله تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وقوله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ونحو ذلك مما لا يحتمل إلا معنى واحدا، وعند ذلك يزول اللبس عمن أراد الحق، وكلّ صيغ الجمع التي ذكر الله بها نفسه مبنية على ما يستحقه من العظمة ولكثرة أسمائه وصفاته وكثرة جنوده وملائكته، سمعت من بعض العلماء أن الله إذا ذكر نفسه بلفظ الجمع كنحن في الآية إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ هناك فعل الله وفيه خدمة المخلوق، يعني أنزل الله الذكر بفعله واستخدمه أو بواسطة جبريل، وإذا ليس فيه لفظ الجمع كآية يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ أو وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ فهذا فعل الله مطلقًا ليس فيه مخالطة الخلق، فهل هذا قول صحيح؟
    الاجابـــة

    وهذه هي الإجابة عليه: ـ

    فما ذُكر من أن الله تعالى يذكر نفسه بلفظ المفرد وبلفظ الجمع فهذا صحيح، وكذا ما ذُكر أن صيغة الإفراد يُراد منها إثبات الوحدانية والتفرُّد وأن الله تعالى واحد في ذاته لا نِدَّ له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أُلوهيته لا شريك له، وإذا ذكر الله نفسه بلفظ الجمع فإن ذلك على وجه التعظيم الذي لا يستحقه على الإطلاق إلا الله وحده كقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ وقوله: نَحْنُ قَسَمْنَا وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وأشباه ذلك مما يُقصد منه تعظيم المتكلم بذلك وهو الله تعالى.

    ويُحمل قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ كل ذلك على وجه التعظيم والتبجيل؛ فهو سبحانه أهلٌ أن يُعظِّم نفسه وأن يُعظِّمه خلقه.

    وأما قول من قال إنه فعل الله وفيه خدمة المخلوق فلا دليل على ذلك؛ فالله يفعل ما يشاء وله المُلك والحمد وهو المُتصرف وحده، والملائكة لا يفعلون شيئًا إلا بأمره كما قال تعالى: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ والله أعلم.




    عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()