عليه أن يبر بأبويه وأن يحرص على أداء حقوقهما وأن يلتمس رضاهما ففي الحديث: رضى الرب في رضى الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين ولا يجوز لهما أن يفرقا بينه وبين زوجته إن كانت صالحة ولا عيب فيها ولا يُنكر عليها عمل أو خلق من الأخلاق السيئة، بل يحرصان على ما يصلح لولدهما وعلى الإحسان إليه ونصحه وتوجيهه بما يكون سببًا في حصول الوئام والمحبة والمودة بينه وبين زوجته الصالحة الملائمة، فأما إن كانت سيئة الخلق بذيئة اللسان أو خاملة كسولا ثقيلة أو لا تطيع أبويه ولا تقبل النصح أو التوجيه فلهما أن ينصحاه بفراقها وطلب أفضل منها، وعليه طاعتهما إن لم يقتنعا بقوله، وليس له إساءة الظن بهما، فقد عرف مودة الوالد لولده، ولا يجوز أن يدعو عليهما أو يتوعدهما بشدة الحساب عند الله، ولا يجوز له وضع هذا الجهاز للتجسس على والدته فإن ذلك من إساءة الظن ولا يصدق من وشى بهما؛ فإن النمام ينقل ما يناسبه صدقًا وكذبًا؛ كما لا يجوز أن يرفع صوته بشدة على أبويه ولا يعاتبهما؛ لقوله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقوله تعالى: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا والله أعلم.