الاستهزاء هو السخرية والتهكم بما فيه تنقص وتحقير وازدراء ، فمن استهزأ بالله تعالى أو بأسمائه أو صفاته فقد كفر بذلك لقول الله تعالى وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فمتى كان المستهزئ من أهل الإسلام وقد نشأ في بلاد إسلامية وسمع القرآن وعلم بالسنة فقد قامت عليه الحجة ، فإذا استهزأ بعد ذلك وتنقص الرب تعالى أو الرسول أو القرآن ، و سخر من المسلمين لأجل دينهم وعبادتهم فقد دخل في هذه الأدلة ، وقد قال تعالى زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وقال تعالى مخاطبا أهل النار إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ فما عذرهم الله بل عذبهم بهذه السخرية ولا يعذر في هذه الأزمنة بالجهل فقد قامت الحجة وانتشرت السنة وظهر الدين وانقطعت المعذرة.