هذه الأمور من المحرمات ويتهاون بها بعض الناس
أولا: فأما تحرير المرأة فيقصدون بذلك إخراجها عن ولاية أبيها أو زوجها أو ولي أمرها، وهدفهم من وراء ذلك أن يتمكنوا من إشباع غرائزهم ونيل أغراضهم منها، فيذكرون مبررات لإخراج بطاقة خاصة للمرأة مع ما تتعرض له من إبداء وجهها وإبراز صورتها ليكون ذلك مقدمة بين يدي خروجها بنفسها متى أرادت ذلك ، وتمكنها من قيادة السيارة والسهر وحدها وفي ذلك مفاسد لا ينتبه لها من ينخدع بتلك الدعايات، فعلى أولياء الأمور الأخذ على أيدي مولياتهم ومنعهن من هذه المطالبة والرد على دعاة تحرير المرأة وإبطال شبهاتهم .
ثانيًا: الاستهزاء بالدين كفرٌ ونفاق ذكره الله من أعمال المنافقين لقوله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ وبقوله تعالى: فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ والذين يعرضون لهذه السخرية في بعض البرامج التي تذاع في شهر رمضان أو في غيره لا ينتبهون إلى مثل هذا الخطأ، فقد يقصدون تسلية الناس والترفيه عن النفس وذلك لا يبرر ما يفعلونه ولا يسلمون به من هذا الوعيد.
ثالثًا: هذه الحفلات التي يحصل فيها هذا الاختلاط بين الرجال والنساء ويحصل فيها احتكاك الشباب بالفتيات ومشاهدة العورات وتمرد النساء والأصوات التي تثير الغرام وتدفع إلى فعل الحرام لا شك أنها من وسائل ظهور المنكرات، وقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فننصح بالبعد عن هذه الحفلات ويجب على ولاة الأمر أن يأخذوا على أيدي السفهاء ويمنعوهم من هذه المنكرات .
رابعًا: يحدث في هذا الموضع من المنكرات الشيء الكثير من الرقص والتمثيل النسائي وأصوات الأغاني والموسيقى والاختلاط بين الجنسين والتهافت بالكلمات الغرامية وتبادل الأرقام الهاتفية ثم يحصل بعد ذلك اتصالات ومواعيد وتبادل كلمات غرامية وحصول فواحش ومنكرات فواجب على كل ولي أن يأخذ على أيدي من ولاه الله من النساء والرجال وأن يمنعهم منعًا باتًا من هذه الاحتفالات حتى لا ينتج من وراءها منكرات وفواحش يصعب بعد ذلك تلافيها .
خامسًا: يراد بالحداثة معتقد سيءٌ ينتحله بعض المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام وقلوبهم منكرة وهم مستكبرون ويسمون في هذه الأزمنة بالعلمانيين وهم في الحقيقة منافقون ويقصدون بتجديد الدين تغيير ما يحتوي عليه مما لا يناسبهم حيث يزعمون أن دين الإسلام قديمٌ ولا يناسب أهل هذا الزمان الذي حدث فيه هذا التفوق في المصنوعات والمخترعات فبذلك يدعونا إلى ترك العبادات وفعل المحرمات وتعاطي المسكرات والتشبه بالكفار ويزعمون أن ذلك تجديدٌ ورقيٌ وهو في الحقيقة نزول وانحطاط فننصح بالبعد عن مجاراة هؤلاء وبالأخذ على أيديهم من باب إنكار المنكر حتى لا تعم العقوبة .
سادسًا: هذا العيد من المنكرات وهو يدعوا إلى تبادل المحبة الغرامية بين الفتيان والفتيات وإظهار ذلك والعمل بموجبه ولا شك أن في ذلك دعوة إلى الفواحش والمنكرات .
|
|
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين |
|