نقول: علينا أن نهتم بقراءة القرآن ونهتم بعمله؛ حتى نكون من أهل القرآن. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا رب العالمين. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه، ويقف عند عجائبه، ويتلوه حق تلاوته.
اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم اجعلنا ممن اتبع القرآن فقاده إلى رضوانك والجنة، ولا تجعلنا ممن دفعه القرآن فزج من قفاه إلى النار، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا رب العالمين.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وكاشفا لكروبنا، وشفاء لصدورنا، وباسطا لأرزاقنا، وسعة لأخلاقنا، وزيادة لأعمالنا، ونور به اللهم بصائرنا وأبصارنا يا رب العالمين.
والله أعلم. وصلى الله على محمد .
أسئـلة
س: .......................؟
يتعلمون فيها حفظ القرآن، أو حفظ ما تيسر منه. وإذا كان كذلك فإنها تتوقف على تبرعات وعلى صدقات وعلى مساعدات. تكون هذه الجمعيات رواتب للمدرس. المدرس الذي لا يكون متبرعا، والغالب أنه يكون من ذوي الحاجة، وأنه يكون من الفقراء فتحل لهم الزكاة. وكذلك أيضا في جوائز للطلبة تحفزهم على المواظبة والمواصلة. فإذا كان عند أحدكم شيء من التبرعات أو من الزكوات ودفع إلى هذه الجمعية فهو على خير.
س: هذا السائل ........ويشكرونه على هذه الموعظة... السؤال يقول: بعض الألفاظ المنتشرة .. دعاء الجن، كألفاظ مثل: خذوه_ ابطشوا به هل علة تحريمها أنها دعاء للغير أم ماذا؟
نقول: أحبكم الله كما أحببتمونا له، ونسأله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه ، والعمل الذي يقربنا إلى حبه. ولعله أن يتكرر في الأزمنة إذا مد الله في العمر بحسب القدرة وبحسب الجهد.
هذه العبارات نسمعها وتتكرر على الألسن، ولا شك أنها من دعاء غير الله ودعاء الغائبين؛ فننصح بعدم استعمالها. من سمعتموه يقول: يا جن خذوه، أو ابطشوا به، أو نحو ذلك من الكلمات؛ فانصحوه وقولوا له: إنك تدعو غائبا ولو كنت تعرف أنهم يسمعونك. فعليك أن تدعو الله تعالى، وألا تدعو مثل هؤلاء. وأيضا فإن هؤلاء يكونون من الشياطين؛ من شياطين الجن. وشياطين الجن دعاؤهم مع الله تعالى شرك بالله؛ فيتوب الذين يفعلون ذلك ويستغفرون الله.
س: يقول: سورة دافعت عن صاحبها حتى أنقذته وهي سورة تبارك. هل المطلوب فيمن حفظها أو لمن كرر قراءتها كل ليلة؟. أرجو التوضيح وفقكم الله.
جاء فيها أحاديث ذكرها ابن كثير في أول تفسيرها، وهي دليل على فضل هذه السورة، وأنها منجاة من عذاب القبر، وأنها تدافع عن صاحبها. يعم ذلك من حفظها، ومن عمل بها. ولكن كان كثير من العلماء والعباد يقرءون بها كل ليلة في سنة العشاء، يقرءون بها كاملة. أو يقرءون بها في صلاة الوتر، أو في صلاة التهجد؛ فيستحب المداومة على ذلك لمن قدر عليه.
س: يقول: أنا أقرأ القرآن ولكني إذا قرأت سورة أو ثلاثا أحس بالملل. أريد حلا لذلك، وما هو العمل الذي تنصحني به؟
عليك أن تروض نفسك، عليك أن تمرنها، وعليك أن تحاول عدم الملل؛ وذلك بتكرار القراءة؛ ولو كان معك شيء من الملل. وعليك -أيضا- بأن تتذكر وتتدبر وتتعقل ما تقرأه؛ فإن ذلك مما ينشطك. وعليك أن تعمل به؛ فإن في القرآن آيات إذا عملت بها؛ نشط قلبك ونشط بدنك وازددت رغبة ومحبة للقرآن. وكذلك أيضا فيه عجائب حتى قال بعضهم:
يا حسنهم والليل قد جنهم
|
ونـورهم يفوق نور الأنجم
|
ترنمـوا بالذكر في ليلهم
|
فعيشـهم قـد طاب بالترنم
|
وكان بعضهم لا ينام الليل لتأمل وتحفظ ما تيسر من القرآن. ويقول: إن عجائب القرآن أطرن نومي. فإذا كان الإنسان يحب القرآن فإنه يلتذ به.
س: يقول: ما حكم من يزيل القبور ويجعل مكانها سكنا له، وكيف يفعل إذا تاب وندم ...؟
القبور ملك لأربابها. إذا قبر إنسان في قبر فلا يجوز نبشه؛ لأنه ملكه بذلك. وحرمته ميتا كحرمته حيا؛ فيجب أن تكون المقابر محاطة. يحاط عليها بحيطان منيعة، ولا يجوز نبشها إلا لضرورة؛كما إذا توقف الطريق عن المرور من هنا أو نحو ذلك، ولم يجدوا طريقا، ويكون ذلك بعد استفتاء القضاة المسئولين في أية بلدة.
ومن فعل ذلك فيما مضى يتوب إلى الله تعالى، ولا يعود لنبش القبور. إذا عثر على قبر فإنه يترك. وإذا كان في وسط منزل يصب عليه صبة تمنع أن أحدا يجلس عليه، أو أنه يتهاون باحترامه.
س: هذا يقول: اقتطعت خمسة أمتار من الأرض التي تركتها البلدية مجرى السيل، ولهذه البلدية معارضة، حيث مجرى السيل واسع فما حكم ذلك؟
لا بأس بذلك. إذا لم يكن هناك مضايقة على الطريق، ولم يكن هناك تضييق على أحد من المارة أو أحد من الجيران، ولم تكن هذه الأرض مملوكة لمسلم؛ فلا بأس أن تملكها بالإحياء.
س: يقول: هل لسماع القرآن ثواب؟ وما هو ثواب ذلك؟ وهل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟
له ثواب. من استمع القرآن وخشع؛ فله أجر. أمر الله بالاستماع له في قوله تعالى:
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فجعل من أسباب الرحمة الاستماع والإنصات لسماع القرآن؛ سواء سمعته في الإذاعة أو سمعته في شريط أو سمعته من قارئ من القراء أو نحو ذلك؛ أنصت له حتى يكون لك هذا الأجر الذي هو
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .
وأما مس المصحف فنقول: لا يجوز إلا بوضوء مس المصحف. أما الإنسان الذي يقرأ من حفظه فله أن يقرأ ولو كان على غير وضوء.
س: وهذا سائل يسأل : هل يجوز ....سبع سنوات مس المصحف وهو غير متوضئ؟
يمرن الأطفال على الوضوء. معلوم أن الطفل قد لا يعرف معنى الحدث، ولكن يتسامح في ذلك. إذا كان الطفل ذكرا أو أنثى سبع سنين أو ثمان أو نحوها؛ فلا يعرف أحد متى يحدث أو ينتقض وضوءه، ولكن يمرنه المعلم ويمرنه أهله.
س: يسأل عن رجل جامع زوجته في نهار رمضان بدون علم منهما علما بأن الزوج قد توفي وزوجته على قيد الحياة، وقد حدثت هذه الحادثة قبل عشرين سنة؟
لا بد أنه يكون على علم. يعني كيف يقول على غير علم؟. هل ما علم بأن رمضان قد دخل؟. إن كان لم يعلم، ما ظن أن رمضان قد دخل، بل يظن أن هذا اليوم من شعبان أو أنه من شوال؛ فهو معذور. أما إذا كان يعرف أنه من رمضان وهو مع ذلك صائم فعليه الكفارة. وإذا كان قد مات فيتصدق عنه بإطعام ستين مسكينا؛ أي بنحو تسعين كيلو من الأرز.
المرأة إن قدرت على أنها تصوم شهرين متتابعين؛ فتصوم لا تطعم. هذا إذا كانت مطاوعة، أما إذا كانت مكرهة فلا شيء عليها.
س: يسأل عن رجل حلف بالطلاق ثلاثا ألا يدخل بيت أخيه، ولا يكلمه حتى يموت. وهو الآن ماكث على ذلك، فما الحكم في ذلك؟
يظهر أنه ليس له رغبة في طلاق زوجته، وإنما أراد منع نفسه. فعلى هذا نجعل هذا يمينا؛ فعليه كفارة يمين، وفي الحديث:
إذا حلفت على يمين، ورأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير
فخير له أن يسلم على أخيه، وأن يزوره، وأن يدخل بيته، وأن يترك التهاجر والتقاطع الذي حرمه الله تعالى على لسان رسوله. كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين.
س: يقول: تزوجت امرأة ثم طلقتها فتزوجت وأنجبت بنتا من رجل آخر. هل يجوز لي النظر إلى بنتها؟ وهل أعد لها محرما؟
نعم. بنات زوجتك سواء من رجل قبلك أو من رجل بعدك محارم لك؛ فلها أن تكشف لك، وتكون أنت محرما لها، وتحل لأولادك.
س: يقول: ما حكم كتابة ما شاء الله على ناصية البيوت بقصد التبريك من عيون الحسدة؟
يقال: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. لا بأس بكتابتها. نراها مكتوبة على بعض السيارات، وعلى بعض البيوت. ولعلهم يقصدون أن من قرأها؛ فإنه يبرك على ذلك المكان؛ حتى لا تصيبه عين ونحو ذلك.