يحتفل محرك البحث العالمي جوجل اليوم (21 يونيو) بذكري ميلاد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي ولد في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات في محافظة الشرقية، وتوفي في 30 مارس 1977.. ارتمى العندليب في أحضان الحياة، وذلك إثر وفاة والدته بعد ولادته بأسبوع واحد، غير أن تلك الحياة كانت قاسية عليه.. فلم يمر عاما على ولادته حتى توفى والده ليحتضنه خاله الحاج متولي عماشة.
ظهرت ملامح وموهبة الغناء عند عبد الحليم حافظ عندما التحق بالمدرسة الإبتدائية، حيث كان رئيسا لفرقة الأناشيد بالمدرسة.
في عام 1943 التحق العندليب بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين، وبعد تخرجه عمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ولولعه بالغناء ورغبته في تطويرها تقدم باستقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله "الأبواه" عام 1950.
وقيل إن عبد الحليم حافظ أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، وهناك من يقول أن أجازته كانت 1952 بعد أن قدم أغنية “يا حلو يا اسمر” كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، ويذكر أن الإذاعي حافظ عبد الوهاب هو من أكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة، وسمح له باستخدام "حافظ" بدلا من شبانة.
في عام 1952 غنى العندليب (صافيني مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، غير أن الجماهير لم تتقبل هذا النوع من الغناء وقتها، ولكنه أعاد غناءها مرة أخرى في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدم بعدها أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحاً كبيرا. من أبرز أغنياته: (زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود).
لم يكن كمال الطويل هو الملحن الوحين للعندليب ، حيث تعاون مع محمد الموجي ثم بليغ حمدي، وملحن الأجيال الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت من أشهر أغانيه له (أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا)، ثم أكمل الثنائي (حليم – بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة أفضل الأغاني العربية من أبرزها ( زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود) وغيرها من الأغاني. ولا نستطيع أن ننسى أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء للشاعر الكبير نزار قباني، والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.
تحول عبد الحليم حافظ إلى عالم التمثيل وتجلت موهبته من خلال أول أفلامه "أيامنا الحلوة'" مع الفنانة فاتن حمامة وعمرو الشريف، تحول بعدها نجما كبيرا في عالم التمثيل وذلك من خلال فلمه الثاني" لحن الوفاء" وبعدها "موعد غرام" ثم " الخطايا".
قدم العندليب نفسه وبقوة من خلال فلم "شارع الحب" لعز الدين ذو الفقار، وأيضا "ابي فوق الشجرة" لحسين كمال وهي فصة إحسان عبد القدوس.
تمكن مرض البلهارسيا من عبد الحليم حافظ، والذي حال دون تقديمه قصة «لا» للكاتب الكبير مصطفى أمين على شاشة السينما ورشح نجلاء فتحي لبطولتها لكن القدر لم يمهله.
وتوفي حليم في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز (48 سنة)، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي (فيروس c) الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر.