بتـــــاريخ : 6/2/2011 1:56:00 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 956 0


    الذِكر

    الناقل : adham ahmed | العمر :36 | المصدر : www.mustafahosny.com

    كلمات مفتاحية  :
    القرآن الكريم حديث

    سم الله الرحمن الرحيم

    منزلة اليوم.. منزلة الذِكر. الحقيقة أنَّ الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يأمرنا فيقول:
    وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
    ( سورة الأحزاب )

     
    الحقيقة هل نصدق أنَّ العبدَ إذا ذكرَ الله عزّ وجل الله في عُلاه
    يذكره.. دخل على النبي الكريم رجل يبدو أنه من عامّة صحابته رجل فقير، قال النبي الكريم أهلاً بمن أخبرني جبريل بقدومه، قالَ أومثلي.. من أنا.. قالَ نعم ياأخي خامِلٌ في الأرضِ علمٌ في السماء. ربنا عزّ وجل يقول:
    فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152)
    ( سورة البقرة )

    إنسان ذو قيمة ذكر صديقه.. لا ينسى الصديق هذا الذِكر.. صورة يطبعها ويكبّرها لأنها حوتهما، كيف يضيّفه، كيف يصافحه، كيف استقبله، كيف ودّعه، وكلما زاره إنسان يريه الصورة. فما بالك إذا كان الذكر لك الله..؟.. ربنا عزّ وجل قال " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون
    وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
    ( سورة العنكبوت )

    " ولذِكرُ الله أكبر " يعني أكبر من كلِّ طاعة، أكبر من كلِّ عمل، لأنَّ ذِكرَ الله هو محطُ الرِحال ومنتهى الآمال، به تسعد، أكبر ما في الصلاة، أكبر من الركوع والسجود، ومن القيام، " ولذكرُ الله أكبر " الله عزّ وجل ختمَ به الأعمال الصالحة كلها، ختمَ به مثلاً الصيام.. قال:
    شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
    ( سورة البقرة )

    الناس في رمضان في أيام العيد يُكبّرون الله عزّ وجل، لماذا شُرعَ التكبير بعدَ الصيام، هكذا قالَ الله عزّ وجل " ولتكملوا العِدّة ولِتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " وختمَ بالذِكر الحج فقال:
    فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ (200)
    سورة البقرة )

    ختمَ به الصيام، وختمَ به الحج، وختمَ به الصلاة:
    فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا [103]
    ( سورة النساء )
    وختمَ به الجمعة:
    فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)
    ( سورة الجمعة )
    الحقيقة أنَّ الذاكرين وحدهم هم الذين ينتفعون بآيات الله، الإنسان الغربي استمتعَ بالدنيا إلى أقصى درجة، عَرَفَ خصائص المواد استغلّها إستغلالاَ رائعاً، ولكن ما نَفَذَ منها إلى المُنعم، فالآيات الكونية، المجرات، الشمس، القمر، الليل، النهار، خلق الإنسان، الذريّة، الأولاد، الزوجة، النباتات، هذه المظاهر الطبيعية التي خلقها الله عزّ وجل.. الذاكر لله ينتفع بها وغير الذاكر لا ينتفع بها. فالذي تعجبُ له أنَّ طبيباً مثلاً درسَ جسم الإنسان، درسَ الأعضاء، الأجهزة، الأنسجة خصائص جسم الإنسان، دقة الصنع، دقة العمل، الفيزيولجيا، رأى من معجزات الله في خلق الإنسان الشيء الكثير لأنه ما ذَكَرَ الله من قبل هذه الآيات ما تأثّرَ بها. ماذا قال الله عزّ وجل:
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191
    ( سورة آل عمران )

    فكرة مهمة جداً.. قد تكون أنتَ من رواد الفضاء وترى بأمِّ عينكَ الأرض كرةً في الفضاء، قد تكون من علماء الطِب، قد تكون من علماء الذرّة، قد تكون مهندساً، طبيباً، عالِماً في الفيزياء، في الكيمياء، في الرياضيات، عالِماً في النبات، الحيوان... قد ترى العجبَ العُجاب، خلق الخلية، قد ترى وظائف الخلايا، قد ترى أشياء دقيقة جداً لا يُسمح لغيركَ أن يراها ومع ذلك إن لم تكن ذاكراً لله عزّ وجل الذِكرَ الكثير لا تنتفعُ بهذه الآيات.
    لا ينتفعُ بآيات الله إلا من ذكرَ الله عزّ وجل.
    الذِكر " كما قال بعض العلماء يجب أن يُصاحبَ جميع الأعمال "، فالله سبحانه وتعالى قال "  وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)
    " يجب أن يصحبَ الصلاة ويجب أن يصحبَ الصيام ويجب أن يصحبَ الحج بل هو روحُ الحج قالَ عليه الصلاة والسلام:
    قَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ (45)
    ( سورة الأنفال )
    معناها الذِكر يجب أن يُرافقَ كلَّ عمل. هذه الايات التي وردَ فيها الذِكرُ بعشرة وجوه. أما الأحاديث:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ فَقَالَ سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ *
    (رواه مسلم)

    الحقيقة الإنسان إذا شَرِبَ كأسَ ماء تسميته قبل الشرب وحمده بعدَ الشرب هو ذِكر الله عزّ وجل، إن ألقى على ابنه نظرة تذكرَ أن هذا الابنَ الذي ملأَ البيتَ بهجةً كانَ في الأصلِ نُقطةً من ماءٍ مهين، إذا أمسكَ تفاحةً ليأكلها تذكرَ خالِقَ هذه التفاحة كيفَ أبدعها وجعلها بهذا الحجم وبهذا القِوام وبهذه الرائحة وبهذا الطعم وبهذا الشكل وبهذا الوقت المناسب في نضجها.. يعني كلما عاينتَ شيئاً من خلق الله عزّ وجل يجب أن تذكر الله، هذا المؤمن دائماً ذاكر لا يغفل، يعني إذا نظرَ إلى الشمس إذا نظرَ إلى القمر إذا نزلت الأمطار هبت الرياح.

    وفي المُسند مرفوعاً من حديث أبي الدرداءِ رضي الله عنه أنه قال:
    عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى..... *
    ما قولكم.. خيرٌ لكم من كلِّ شيئ.
    عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ...... *
    .. إذا مجموعة أخوان التقوا في سهرة، التقوا في دعوة، وذكروا الله عزّ وجل وذكروا آياته، ذكوا أوامره، ذكروا نواهيه، ذكروا صفات النبي عليه الصلاة والسلام، ذكروا أعمال أصحابه، ذكروا ما عنده من نعيمٍ مقيم، ذكروا عذابه فخافوا، ذكروا نعيمه فاشتاقوا، ذكروا جلاله فخشوه... هذا المجلس مجلس علمٍ، مجلس ذِكرٍ مجلس مذاكرةٍ بين الأخوة. لذلك الإنسان لابد له من جلسةٍ مع ربه وجلسةٍ مع أخيه، إذا جلستَ مع أخيك وحدثّته عن ربك انطلقَ اللسانُ بذكرِ الله، هذا الحديث يجب أن يكون في أعلى موضع من مواضع قلوبنا. "........عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ...... * "
    يكفيكَ شرفاً إذا ذكرتَ الله عزّ وجل أنَّ الله عزّ وجل يباهي بكَ الملائكة.
    الآن أغلب الناس يسهرون يجتمعون، ويولمون وليمة، في هذه الجلسة يتحادثون في أمور الدنيا بالبيع وبالشراء بالتجارات بالأخبار التي يسمعونها وينفضُّ المجلس وينتهي الأمر. لكنَّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول لك

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إلا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا أَجْلَسَكُمْ قَالُوا جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإسْلامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ *

    إذا جلستَ مع أخيك تذاكر العِلم، إذا جلستَ مع أخيك لتذكر الله عزّ وجل، لتحدثّه وليحدثك، تتلو عليه بعض أيات القرآن الكريم، لتفسرها له، لتنصحه لينصحكَ، لتقفَ على سُنّةٍ نبوية، لتقفَ على موقفٍ شريفٍ لأصحاب رسول الله، إذا فعلتَ هذا فأنتَ ممن ينطبقُ عليكَ هذا الحديث. " قال ما أجلسكم..؟.. قالوا جلسنا لنذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ علينا، قالَ ما أجلسكم إلا ذلك ".. هكذا.. اصدقوني ما في نية ثانية..؟.. أيام الأخ يأتي للجامع بباله أن يلتقي بفلان يعلم أنه يوجد في هذا المجلس النيّة اختلفت قد يأتي الإنسان إلى بيت الله عزّ وجل لا يرجو إلا رضاء الله عزّ وجل.
    إنسان كانَ في المسجد ينشدُ ضالةً النبي عليه الصلاة والسلام غَضِبَ منه، كأنه دعا لا وجدتها.
    الله عزّ وجل قال:
    وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) ( سورة الليل )
    هؤلاء الذاكرون جلسوا ليذكروا الله عزّ وجل لا قصد الطعام والشراب ولا الضيافة ولا الشوق ولا اللقاء.

    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ...... *
    والحقيقة ربنا عزّ وجل يختم عملَ الإنسان بحسب حياته إذا كانَ في حياته طائعاً، إذا كانَ في حياته منيباً، يختم حياته وهو في صلاة... أشخاص أعرفهم وهو ساجد قبضه الله عزّ وجل في طاعة في عبادة.

    عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيَّانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا مَنْ خَيْرُ الرِّجَالِ يَا مُحَمَّدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ وَقَالَ الآخَرُ إِنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جَامِعٌ قَالَ لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *

    هذا أعظمُ عملٍ تفعله، يبدو أنكَ إذا ذكرتَ الله اتصلتَ به وهذه قِمةُ العبادات كلها، الصلاة من أجل الصِلة، الحجُ من أجل الصِلة، الصيام من أجل الصِلة، الزكاة من أجل الصِلة، غَضُ البصرِ من أجل الصِلة، تحريّ الحلال من أجلِ الصِلة، كلُّ عباداتك وكلُّ طاعاتك ومعاملاتك وإحسانِكَ من أجلِ الصِلة، فإذا اتصلتَ بالله عزّ وجل فقد حققتَ الهدفَ من وجودك،

    قَالَ حَسَنٌ الأَشْيَبُ رَاشِدٌ أَبُو يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ قَالَ غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ *
    إذا عاملت إنساناً رأيتَ منه وفاءً، حياءً، شهامةً، مروءةً، رحمةً، عطفاً، لُطفاً، يجب أن تحكم أنَّ هذا الإنسان له مجلسُ ذِكرٍ يحضره، له مشرب، له نبع يرتوي منه، له صِلةٌ بالله عزّ وجل، ما من إنسانٍ يرحمك أو يعطفُ عليك أو يُنصفك أو يفي بعهده إلا وله صِلةٌ بالله عزّ وجل.
    أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)
    ( سورة العلق )

    انظر إلى عمله، انظر إلى أخلاقه، انظر إلى لؤمه، انظر إلى قذارته، إلى أنانيته، إلى إخلافه الوعد، إلى إيثاره مصالحه، انظر إليه عمله يُنبئكَ بحاله. أفرأيتَ الذي ينهى عبداً إذا صلى أرأيتَ إن كانَ على الهدى أو أمرَ بالتقوى:.. إنسان آخر.
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنْ يُنْجِيَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ قَالُوا وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا *

    سافرت.. اذكر الله في سفرك، رأيتَ جبلاً شامخاً، رأيتَ بحراً مضطرباً، رأيتَ سماءً صافيةً، رأيتَ بلاداً لا تعرفها، في سفرك، في حَضرك، في إقامتك، في تجارتك، في نزهتك، في سكونك، في حركتك، " اغدوا وروحوا وإذكروا " من كانَ يحبُ أن يعلم منزلته عندَ الله فلينظر كيفَ منزلة الله عنده. يعني.. ساحة نفسك.. إن صحَّ التعبير.. ماالذي يشغلها..؟.. قد تكون الدنيا هي التي تشغلها، وقد يكون ذِكرُ اللهِ عزّ وجل هو الذي يشغلها، فإذا أردتَ أن تعرفَ ما للهِ عِندك، أردت أن تعرفَ ما لكَ عندَ الله فانظر ما للهِ عِندك..
    عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السّلامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ..... *

    يجب أن تسبحه، أن تنزهه، وأن تمجّده، ويجب أن تحّمده، وأن توحّده، وأن تكبّره، وهذا ذِكرُ الله عزّ وجل. يعني أحياناً تُحدثنا عن آية كونية في الفلك، عن آية في خلق الإنسان، هذا من تسبيح الله.. هذا من تكبيره.. لا تفهموا من هذا الكلام أن تقول: سبحان الله سبحان الله سبحان الله.. هذا ذِكر أيضاً ولكن إذا عرضتَ علينا آيةً من آيات الله الباهرة فعرضُ هذه الآية نوعٌ من أنواع الذِكر، إذا عرضتَ هذه الآية سبحنا الله عزّ وجل، كبرنّاه، عظمّناه، وحدنّاه.
    عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ *

    مادامَ قلبه غافِلاً عن ذِكرِ الله فهو ميت.
    عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ *
    (في لفظِ مُسلم)

    هذا البيت يجب أن يكون مُفعماً بِذكر الله، بتلاوة القرآن. أما بيوت المسلمين اليوم كُلها غِناء... في أيّ وقت الأغاني تصدح في أرجاء البيت، فالبيت الذي يُذكر الله فيه بيتٌ حيّ، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه بيتٌ ميت، قالَ بعضُ الشعراء:

    فنسيان ذِكر الله موت قلوبـــهم وأجسامهم قبلَ القبورِ قبـورُ
    وأرواحهم في وحشةٍ من جسومهم وليسَ لهم حتى النشورِ نشورُ

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ مِنَ النَّاسِ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ *
    هناكَ ثلاثةُ أنواعٍ للذِكر: ذِكرُ الله عزّ وجل وذكِرُ أسمائه وصفاته. الله ربنا، الله خالقنا، الله إلهنا، وجود الله عزّ وجل، وحدانيته، كمالاته، أسماؤه الحسنى، صفاته الفُضلى، لذلك: إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسماً من أحصاها دخلَ الجنة. إذا فهمتَ هذا الاسم، فهمتَ تعريفه، فهمتَ مظاهره، فهمتَ براهينه، فهمتَ تطبيقاته، هذا ذِكر.. باب من أبواب الذِكر.. أن تذكرَ الله خالقاً مربيّاً مسيّراً، وأن تذكره في أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى.
    النوع الثاني: أن تذكرَ أمره.. ما حُكم هذا الشيء..؟.. الأمر والنهي والحلال والحرام، المكروه، المباح، المندوب، الواجب، في كل شيء.. في تجارتك، في بيعك، في شرائك، في طعامك، في شرائك، أيجوز هذا، لا يجوز، هذا باب آخر من باب الذِكر.. يعني أن تذكرَ الله وأن تذكرَ أمره، أن تذكرهُ كي تعرفه وأن تذكرَ أمره كي تعبده تذكره لتعرفه وتذكرَ أمره لتعبده، هذا نوعٌ آخر من أنواع الذِكر.


    النوع الثالث: ذِكرُ الآلاءِ والنعماءِ والإحسانِ والأيادي.. الكون الشمس، القمر، الماء في درجة +4 ينكمش، يزداد حجمه خِلافاً لكلِّ الأجسام.. هذه آية من آيات الله لولا هذه الآية لما كُنّا أحياء. كلُّ عنصر إذا برّدته ينكمش فإذا سخنّته يتمدد، إلا الماء في درجة +4 إذا بردّته يزداد حجمه لولا هذه الخاصّة لما بقيت حياةٌ على وجه الأرض، مثلاً آية النبات أنها تأخذ غاز الفحم وتطرح الأوكسجين.. هذه آية عظيمة جداً.. الثقب في القلب ثقب بوتال لولا هذا الثقب لما نما الجنين ولولا أنه يُغلقُ عِندَ الولادة لما عاشَ الطفل. آية القلب، آية الرئتين، آية الأعصاب، العضلات، الأجهزة، هذا الطعام، النبات، الجذور، النُسغ الصاعد، النُسغ النازل، في آيات بالنبات لا يعلمُها إلا الله، آيات بالحيوان، آيات بالإنسان، آيات بالأكوان، فهذا نوعٌ من الذِكر.

    تذكر الله عزّ وجل خالقاً ومربيّاً ومسيّراً أسماءه وصفاته، وتذكر أمره ونهيّه وحلاله وحرامه، وتذكر آلاءه ونِعمه.

    الذِكر أنواع: نوعٌ يتواطأ عليه القلبُ واللسانُ وهو أعلاهُما، واحد ذهبَ ليَحُج فطاف أُخذَ بالكعبةِ فنَسيَّ أشواط الطواف فسألَ شيخه قال: يابنيّ لقد طُفتَ بربِّ البيت ولم تَطف بالبيت فذهبَ ليطوفَ ثانيةً وضبطَ الأشواط ونسيَّ ذِكرَ الله عزّ وجل، قالَ يابنيّ لقد طُفتَ بالبيت ولم تطف بربِّ البيت، المرة الثالثة جمعَ قلبه على الله وضبطَ الأشواطَ بشكلٍ صحيح قالَ له الأن طُفتَ بالبيت وربِّ البيت. فأعلى أنواع الذِكر في صلاة تقرأ القرآن وقلبكَ مع الله.
    أول أنواع الذِكرِ ذِكرٌ يتواطأ عليه القلبُ واللسان وهو أعلاها، الإمام الغزالي يقول: أعلى درجات ثواب القرآن الكريم أن تقرأه في بيتٍ من بيوت الله في صلاةٍ قائماً... الصلاة في المسجد، وأنتَ قائم، وتقرأ القرآن.. وذِكرٌ بالقلبِ وحده وهذا في الدرجة الثانية، وذِكرٌ باللسان المُجرد وهذا بالدرجة الثالثة.
    وقالوا: ذِكرُ العبدِ ربّه محفوفٌ بِذكرين: ذكركَ الله ذكرته فذكرك. ذَكركَ قبلَ أن تذكرهُ وذَكركَ بعد أن ذكرته، قال تعالى:
    فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) ( سورة البقرة )

    من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي.. ومن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم.
    و هناك ذِكرُ الثناء إذا قلتَ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذا ذِكر الثناء، وإذا قُلت: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَ من الخاسرين هذا ذِكرُ الدُعاء، فأنتَ إذا سبحّتَ الله أو وحدّته أو كبرّته أو حمدّته فقد ذكرته وإذا دعوته فقد ذكرته.
    .. يجب أن تحفظ بعض الأدعية: اللهم إني أعوذُ بكَ من الذلِّ إلا لك ومنَ الفقرِ إلا إليك ومنَ الخوف إلا منك، أعوذُ بكَ من عُضال الداء ومن شماتة الأعداء ومن السلبِ بعد العطاء، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله عوناً لي فيما تُحب وما ذويتَ عني ما أُحب فاجعله فراغاً لي فيما تُحب، اللهم أنا بكَ وإليك، اللهم استر عوراتنا وآمِن روعاتنا وآمنّا في أوطاننا. فالإنسان يكون ماشياً في الطريق يتلهّى بنظرٍ عابث لو أنه دعا الله عزّ وجل أقامَ الصِلة معه
    إذاً: ينبغي للمؤمن أن يحفظَ أدعيةً أُثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم.. في أدعية جميلة جداً.. اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحولُ به بيننا وبينَ معصيتك ومن طاعتكَ ما تُبلّغنا بها جنتك ومن اليقين ما تُهونُ به علينا مصائبَ الدنيا ومتعّنا اللهم بأبصارنا وأسماعنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارِثَ مِنّا... إلى آخر الدعاء. أقدمت على عمل: اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي وعلمي والتجأتُ إلى حولكَ وقوتكَ وعلمكَ يا ذا القوةِ المتين.. أدعية كثيرة جداً.. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا..... فالدعاء ذِكر فالإنسان إذا دخلَ بيته في دعاء، إذا خرجَ من بيته في دعاء، اللهم أعوذ بِكَ من أن أظلِمَ أو أُظلم أو أجهلَ أو يُجهلَ عليّ أو أضِلَّ أو أُضل، أقدمَ على عمل أسألكَ خيره وخيرَ ما خُلِقَ له، ركب دابّته ركب مركبته.. فهذه الأدعية إذا حَفِظها وأفضل كتاب بهذا الموضوع كتاب الأذكار للإمام النووي. أذكار النبي عليه الصلاة والسلام حتى أنَّ الذي يقربُ أهله يدعو لئلا يأتيه يجعل حياته جحيماً، فالدعاء ذِكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتوحيد والتكبير أيضاً ذِكر، ففي الذِكر ذِكرُ سناء وذِكرُ دعاء وذِكرُ رعاية إذا قلت: الله معي الله ناظرٌ إليّ الله شاهدي هذا ذِكر رعاية، فيجب أن تُنوعَ في الذِكر.. ذِكرُ الدعاء وذِكرُ الثناء وذِكرُ الرعاية.
    الأذكار النبوية تجمع الأنواع الثلاثة فهي متضمنة الثناء على الله والتعرض للدعاء والسؤال والتصريح به، قالَ عليه الصلاة والسلام: أفضلُ الدعاءِ الحمد لله... قيل لسفيان بن عُيينة كيف جعلها النبي دُعاءً..؟.. قال له أما سَمعتَ قولَ الشاعر:

    أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني جِباؤكَ إنَّ شيمتكَ الحِباءُ
    إذا أثنى عليكَ المرءُ يوماً كفاه من تعرضه الثنـاءُ

    إذا دخل أحدهم بيتك وقال لك: أنا أعرفك كريماً وسكت، ألا تفهم منها شيئاً هذه..؟.. لم يقل أريد منكَ شيئاً، قال لك أنا أعرفكَ عفواً وعَمِلَ معكَ ذنب، ألا يعني الثناء عليك أنه يُطالِبكَ أن تعفوَ عنه..؟..
    ثناؤكَ على الله عزّ وجل نوعٌ من أنواع الدعاء. النبي الكريم يقول: أفضلُ الدعاءِ الحمدُ لله.
    الحقيقة هذا الدرس قيمته في تطبيقه فإذا الإنسان دعا قبلَ أن ينام، عندما يستيقظ، إذا خرجَ من بيته، دخلَ إلى عمله، أقدم على عمل مهم، قبلَ أن يعقد صفقة، هذا الدعاء هوَ صِلة بالله، هو استعانة بالله، فأنتَ إذا دعوتَ الله في كلِّ أحوالكَ فأنتَ من الذاكرين، إذا حَمِدته وأثنيتَ عليه فأنتَ من الذاكرين، إذا قلت الله معي الله شاهدي الله ناظرٌ إليّ فأنتَ من الذاكرين، إذا قرأت القرآن فأنتَ من الذاكرين، إذا سمعتَ القرآن فأنتَ من الذاكرين، إذا جلستَ تستمع إلى تفسير القرآن فأنتَ من الذاكرين، إذا فسرّته فأنتَ من الذاكرين، إذا أمرتَ بالمعروف فأنتَ من الذاكرين، إذا قرأتَ كتابَ فِقهٍ فأنتَ من الذاكرين.
    كلُ عملٍ ابتغيتَ به وجهَ اللهِ وذكرتَ الله فيه فأنتَ من الذاكرين. لذلك.. كـأنَّ الذِكرَ هو غاية العبادات ومنتهى آمال العابدين.


     

    كلمات مفتاحية  :
    القرآن الكريم حديث

    تعليقات الزوار ()