النساء، حسب دراسة بريطانية حديثة، يمارسن الكذب في غالب الاحيان عندما يتعلق الأمر بقيمة مشترياتهن الأخيرة، بينما يتلاعب الرجال بالحقائق في الغالب، عندما يتعلق الأمر بالقول انهم سيذهبون لتناول فنجان قهوة مع الأصدقاء ثم يعودون إلى المنزل، أو أثناء إجابتهم عن السؤال الذي توجهه لهم زوجاتهم عادة وهو: هل أبدو بدينة في هذا الفستان؟
النساء، باعتراف الكثير منهن، يكذبن في كل مكان يوجدن فيه، فهن يكذبن أثناء الحديث مع صديقاتهن ومع أزواجهن ومع أهلهن ومع زملائهن في العمل، لذلك فان الدراسات التي تقول ان الرجال يكذبون أكثر من النساء تعتبر مفاجأة حتى بالنسبة الى النساء.
ويميل بعض الباحثين الى الاعتقاد أن الرجال يكذبون أكثر ليس لأنهم أسوأ، إنما لان الكذب يجعلهم في وضع أكثر راحة وأسرع تصرفا، خصوصا عند محاولتهم تجنب نشوء مشكلة مع نسائهم، لا سيما عندما لا تتعلق الحالات التي يكذبون فيها بأمور جوهرية.
النساء يتحدثن عن الوزن والرجال عن الراتب يعتبر مجال العلاقات العاطفية من المجالات الحساسة التي لا تقال فيها الحقيقة كاملة، لان كل طرف يريد أن يسجل نقاطا ايجابية لدى الطرف الآخر خلال اللقاء الأول، لذلك فان البعض يعتبر ما يقوله انه كذب، في حين ينظر آخرون إليه على انه إخفاء للحقائق، بينما يرى طرف ثالث ان الأمر يتعلق بتحسين الصورة. لذلك يحاول الرجال والنساء تحوير الوقائع كل على طريقته، فبينما يقوم الرجال أمام النساء، لا سيما أثناء التعارف، برفع شأنهم الاجتماعي والمهني ودخلهم، فان النساء يقمن بتصغير عمرهن وأوزانهن. فالرجال بصورة عامة يزيدون من شأن مواصفاتهم الايجابية، بينما تخفف النساء من الأوجه التي تؤثر سلبا على صورتهن.
المختصون الاجتماعيون يشيرون إلى مجال آخر تتم فيه ممارسة الكذب من جانب الرجال والنساء على حد سواء ولكن بشكل مختلف، فالرجال عادة ما يكذبون عندما يتحدثون عن عدد النساء اللواتي أقاموا معهن علاقات غرامية، في حين تحاول النساء خفض عدد الرجال الذين تعرفن عليهم في حياتهن. ويكشف الرجال عادة بشكل متكرر الأسرار عن أنفسهم، في حين تكشف النساء في الأغلب أسرار الآخرين وليس أسرارهن.
ومن الطريف أن %83 من الناس يزعمون أنهم يعرفون دائما متى يقول لهم احد ما أكاذيب، أما الخبير بحركة الجسم ريتشارد نيومان فيؤكد أن غالبيتهم يخطىء في هذا الأمر قائلا: "من الشائع على نطاق واسع انه عندما يمارس احد ما الكذب فانه يغطي وجهه ويتجنب النظر مباشرة إلى الشخص الذي يتحدث معه. أما الحقيقة فعكس ذلك تماما، فالذين يكذبون عادة يفعلون كل ما بوسعهم كي يظن الآخرون أنهم يقولون الحقيقة، لذلك يجلسون بشكل مريح وينظرون في الوجوه كي يتمكنوا من متابعه ردود فعل من يكذبون عليه".