إنها متزوجة من رجل ملتزم بتعاليم الدين، لكن هذا الرجل يواجه بعض العقوق من أقربائه، وأصدقائه؛ لكونه متمسكاً بدين الإسلام، وبتعاليم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتسأل سماحتكم التوجيه، كيف تتصرف مع هؤلاء، وكيف تنصح زوجها؟ جزاكم الله خيراً.
ما دام متمسكاً بدينه، فالحمد لله عليه الصبر، والاستمرار، والاستقامة، ولو قاطعه بعض الأقارب، حق الله مقدم على الأقارب، فليثبت، وليستقم، وليعاملهم بالتي هي أحسن، ويصلهم إذا قطعوه، ويحسن إليهم إذا أساءوا إليه، وله البشرى والعاقبة الحميدة، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) يعني على طاعته (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) (30-32) سورة فصلت. فالمؤمن يستقيم على طاعة الله، ويجتهد في ذلك، وهكذا المؤمنة، ولو كرهه بعض أقاربه، ولو قاطعه بعض أقاربه، فإذا كان بعض أقاربه لا يصلون، وهو يصلي فليحمد لله، ويدعوا الله لهم بالهداية، وإذا كانوا أهل خمر وهو ينهاهم عن الخمر، فليحمد لله، ويسأل ربه لهم الهداية، وإذا كانوا أهل قطيعة وعقوق؟؟؟ذلك، ولا يكون مثلهم في العقوق والقطيعة، ويسأل الله لهم الهداية، وهكذا إذا كانوا أهل غيبة ونميمة لا يوافقهم على ذلك وينكر عليهم، بالكلام الطيب والحكمة ولا يضره قطيعتهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الواصل بالمكافئ، وإنما الواصل الذي إذا قطعته رحمه وصلها)، هذا الواصل الحقيقي الكامل، أما الذي يصلهم إن وصلوا، ويقطعهم إن قطعوا هذا مكافئ، لكن الواصل على الحقيقة، الذي يصلهم وإن قطعوا، ويحسن إليهم وإن أساؤوا، هذا الواصل الكامل، ولهذا في الحديث الآخر أن رجلاً قال: (يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليه، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لئن كنت كما قلت لكأنما تشفهم المن -يعني الرماد الحامي- ولا يزال مع من الله ظهير -يعني عليهم- ما دمت على ذلك)، فالله يعينه عليهم، ويمكنه منهم، وهو المصيب وهم المخطئون،، وليصبر، وليحتسب، ويسأل الله لهم الهداية، ولا يضره قطيعتهم، الإثم عليهم، ولكن هو يصلهم بما يستطيع، إذا كانوا فقراء يحسن إليهم، إذا مروا سلم عليهم، ولو لم يردوا، إذا رأى منهم ما لا ينبغي أمرهم بالمعروف، ونهاهم عن المنكر، وإن لم يستجيبوا، إذا ظُلموا ينصرهم على من ظلمهم، ويساعدهم على ترك الظلم، وعلى رد الظلمة إليهم، يكون خيراً منهم، يشفع لهم في الخير، الذي ينفعهم ويكون سبباً لهدايتهم، فالمقصود أنه يعاملهم بما يرضي الله فيهم، ويجتهد في نفعهم، والدعاء لهم بالهداية، وان قطعوا، هذا هو طريق أهل الخير، والهدى. جزاكم الله خيراً