أنا فتاة في الثانية والعشرين من عمري أصبت بمرض نفسي ضيّق علي الحياة من جميع أبوابها!! وجعلني أشعر بيأس قاتل!، يأس من الشفاء من هذا المرض، وهو انعدام الشخصية، فبعد تجربتي المريرة مع هذا المرض اكتشفت أن كل مصائب الدنيا أهون منه، فقد انفصلت عن الواقع الذي ي
أسأل الله لك الشفاء والعافية، أسأل الله أن يمنحك الشفاء، وأن يعيذك من شر نفسك وشيطانك. الواجب عليك -أيها الأخت في الله وأيها الفتاة- أن ترجعي إلى الله جل وعلا، وأن تتوبي من هذا العمل السيئ وهذا الظن السيئ وهذا الشعور السيئ، وعليك أن تستعيذي بالله من الشيطان وأن تسألي الله أن يعينك على ذكره وشكره وعلى القيام بحقه وعلى المباعدة لهذه الظنون وهذه المشاعر الرديئة حتى يجيبك سبحانه ويعطيك من فضله ما ترجعين به إلى الحالة الطبيعية، اضرعي إلى الله بصدق واسأليه أن يمنحك الشفاء في سجودك وفي آخر الصلاة وفي وسط الليل في آخر الليل بعد الأذان قبل الصلاة، كل هذه أوقات عظيمة للإجابة، فلا تيأسي أبداً، جالسي الأخيار من أخواتك أو عماتك اجلسي مع الأخيار تحدثي معهم جاهدي نفسك، وأكثري من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار، واضرعي إلى الله دائماً بصدق أن يمنحك العافية، وإياك والانتحار الانتحار من أعظم الجرائم ومن أعظم الكبائر من أسباب دخول النار، ولكن عليك بالصدق في الضراعة إلى الله، وسؤاله العافية والشفاء، واختلطي مع الطيبين والطيبات من أهلك وتحدثي معهم وشاوريهم وخذي نصيحتهم، واسألي الله من فضله، اسأليه أن يمنحك الشفاء، واحذري اليأس لا تيأسي أبداً، فضل الله واسع وهو سبحانه القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر، وهو الجواد الكريم سبحانه وتعالى، فمتى صدقت في ذلك فأبشري بالخير، وقولي أيضاً: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، "أعوذ بالله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" كثِّري هذا، كرري ثلاثاً أو أكثر صباح ومساء دائماً حتى يزول هذا البلاء، كذلك قولي: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السمع العليم"، ثلاث مرات، صباح ومساء كرريها، "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، واقرئي آية الكرسي اقرئيها بعد كل صلاة وعند النوم، فهي من أعظم الأسباب في العافية من كل سوء، وهكذا: قل هو الله أحد، والمعوذتان، اقرئيها ثلاث مرات صباح ومساء، صباحاً بعد الفجر ومساء بعد المغرب، وعند النوم ثلاث مرات، وبعد الظهر والعصر، والعشاء مرة واحدة، تقرئين هذه السور الثلاث، كل هذا من أسباب العافية والشفاء، كما جاء عن رسول الله عليه الصلاة. فالحاصل أن عليك حسن الظن بالله، والصدق مع الله وسؤاله العافية والشفاء من هذا البلاء، وعليك أن تكثري من ذكر الله وتسبيحه وتهليله وتحميده والاستغفار والدعاء بطلب العافية، وعليك أن تجلسي مع الأخيار مع الطيبات من أهل بيتك للتحدث والأنس بهم والمشاورة والنصيحة، نسأل الله لك العافية والتوفيق. المقدم: اللهم آمين. جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ: في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. (نسأل الله ذلك، الله المستعان، الله المستعان). مستمعي الكرام: كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.