بتـــــاريخ : 5/13/2011 3:28:56 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 818 0


    حرمة القرآن الكريم

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

    كلمات مفتاحية  :
    حرمة القرآن الكريم
    حرمة القرآن الكريم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
    فإن القرآن كلام الله - تعالى - أنزله
    على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -  ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة ، وقد أكرم الله صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور ، والعمل به في جميع شئون الحياة ، والتحاكم إليه في القليل والكثير ، ولا يزال فضل الله - سبحانه - ينزل على بعض عباده ؛ فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى .
    ولكن هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام
    ، حرمت من القيام بحق القرآن العظيم ، وما جاء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخشى أن ينطبق بحق على كثير منهم قوله - تعالى - : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
    [1] ؛ إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً ، هجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
    ولقد غفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب الله وحفظه ؛ إذ قصَّروا في مجال الحفظ والتدبر والعمل ، كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين
    .
    ولقد عمَّت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات ، وكثيراً ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها ، لكن قسماً كبيراً من المسلمين حينما يقرأون تلك الصحف يلقونها
    ، فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام ، بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات ، والله - سبحانه وتعالى - يقول في كتابه الكريم : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم ٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ . تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
    [2] .
     والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة
    - كما هو رأي الجمهور من أهل العلم - .
    وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  
    ((أن لا يمس القرآن إلا طاهر))
    [3] .
    ويروى عن ابن عمرو
    : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :  ((لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر))
    [4] .
    وروي عن سلمان – رضي الله عنه – أنه قال :
    (لا يمس القرآن إلا المطهرون) ، فقرأ القرآن ، ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء .
    وعن سعد
    : أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف .
    فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز ، فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ، ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات ؟ لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين .
    فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب
    ، وغيرها مما فيه آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، أو كلام فيه ذكر الله ، أو بعض أسمائه - سبحانه - فيحفظها في مكان طاهر ، وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها ، ولا يجوز التساهل في ذلك .
    وحيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر ، وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم، رأيت كتابة هذه الكلمة
    ؛ تذكيراً وبياناً لما يجب على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته ، وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب الله ، ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين .
    والله - سبحانه - المسئول أن يوفقنا والمسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأن يمنحنا جميعاً تعظيم كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والعمل بهما
    ، وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول أو فعل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


    [1] سورة الفرقان ، الآية 30 .
    [2] سورة الواقعة ، الآيات 77 – 80 .
    [3] أخرجه الإمام مالك في  الموطأ  ، كتاب  النداء في الصلاة  ، برقم : 419 .
    [4]
     أخرجه الطبراني في  المعجم الأوسط  ، برقم : 3301 .
    كلمات مفتاحية  :
    حرمة القرآن الكريم

    تعليقات الزوار ()