قال مصدر دبلوماسى عربى لليوم السابع إن الجامعة العربية لم تتخذ قرارا بعد فى مسألة دعم سوريا للانضمام لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن المجموعة الأسيوية، مشيرا إلى اتصالات جرت اليومين الماضيين بين الجامعة وبعض الدول الغربية للاستفسار حول ما إذا كان موقف الجامعة ثابت أم تغير بعد أحداث العنف التى حدثت مؤخرا وأدانها مجلس حقوق الإنسان الجمعة الماضية.
ولفت المصدر إلى أن الجامعة لم ترد بعد على الاستفسارات الغربية والتى ربما يتم طرحها للمناقشة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل.
وتأكيدا لما نشره اليوم السابع أمس بأن دولا عربية وغربية نصحت سوريا بالعدول عن ترشحها للمقعد، قال دبلوماسيون غربيون إن وفودا أسيوية وعربية وغربية حثت سوريا على الانسحاب فى هدوء من السباق، وقالت المصادر إن سوريا ربما تعدل عن نية ترشحها لعضوية مجلس حقوق الإنسان، ورغم أن قرار سوريا بعدم الترشح غير نهائى حتى الآن، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن المسئولين فى سوريا توصلوا إلى هذا الرأى عقب خروج قرار الإدانة ضد دمشق من المجلس، ونصحتها بعض الدول بأنه ليس من الحكمة التقدم لعضوية المجلس الآن وتحصل على دعم الدول فى الوقت الذى تواجه فيه انتقادات جمة بسبب الأحداث الحالية، لكن بشار جعفرى السفير السورى لدى الأمم المتحدة قال إن دمشق لم تغير خططها حتى الآن لخوض السباق للحصول على مقعد فى مجلس حقوق الإنسان.
وذكر دبلوماسيون لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يشجعون دولا عربية وأسيوية أخرى للترشح ضد سوريا لخوض السباق على مقعد مجلس حقوق الإنسان، وعلى الرغم من إظهار البعض اهتمامه بالأمر لم تتقدم أى دولة رسميا للترشح ضد سوريا.
وسوريا من بين أربع دول مرشحة لعضوية مجلس حقوق الإنسان الذى يضم 47 دولة لتمثيل منطقة أسيا إلى جانب الهند وأندونيسيا والفلبين، وأيدت المجموعة التى تمثل أسيا فى الأمم المتحدة الدول الأربع، كما أيدتها جامعة الدول العربية، ومن المقرر أن يجرى التصويت على عضوية مجلس حقوق الانسان يوم 20 مايو الجارى.
وكانت منظمات حقوقية قالت "ترشح سوريا هو إهانة لكل من يتعرض لعمليات القمع الوحشية التى تقوم بها وإهانة لكل مؤيدى حقوق الإنسان فى كل مكان ويجب أن ترفض بحسم".
ومن جانبها وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، انتقادا لاذعا للحكومات الكثيرة التى أعربت عن تأييدها لانضمام سوريا إلى المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقالت إن شجاعة ودماء السوريين الذين أظهروا شجاعة استثنائية فى وجه حملة القمع الوحشية التى شنها ضدهم نظام الأسد ينبغى أن تشعر تلك الحكومات بالـ"خزى".
ووصفت الصحيفة الأمريكية مجرد مناقشة عضوية سوريا فى المجلس "بالأمر المشين"، فمنذ اندلاع الثورة قبل سبعة أسابيع، وعكف الرئيس السورى، بشار الأسد على الاستجابة بالقوة الوحشية، حتى وصل الأمر إلى إطلاق أجهزة الأمن السورية للذخيرة الحية ضد المتظاهرين وهم يشيعون جنازة ذويهم واعتقال متظاهرين جرحى من المستشفى، فى الوقت الذى اعتقل فيه آلاف السوريون أو فقدوا، وتفاخرت الحكومة أمس الاثنين بأنها تمكنت من السيطرة على المتظاهرين.
ومضت الافتتاحية تقول "الأسد لا يعرف الخزى، وإنما الخزى ينصب على الكتلة الأسيوية التى لم تصر على انسحاب سوريا. والهند واندونيسيا والفلبين سيكتسبون مصداقية أكبر كمرشحين إذا ما رفضوا أن يترشحوا مع سوريا"، وأضافت "الدول العربية الأعضاء فى الأمم المتحدة ينبغى أن تشعر كذلك بالخزى لتأكيدها على دعمها لانتخاب سوريا، حتى بعدما وجه الأسد أسلحته ضد شعبه".
ورأت الصحيفة أن المجلس دمر تقريبا مصداقيته منذ البداية عندما انتخب بعض أسوأ المنتهكين لحقوق الإنسان كأعضاء له. واختتمت "نيويورك تايمز" مقالها الافتتاحى بالقول إن انتخاب سوريا سيكون "سخرية" من المجلس، ووصمة لن يستطع التخلص منها أبدا، كما ستجعل جميع الدول التى صوت لسوريا محط سخرية. إذا سوريا ينبغى أن تسقط من هذه الشريحة.