صحيفة "إر. بي. كا. ديلي" تقول إن استمرار المواجهات الداميةِ في ليبيا، واستمرارَ الأقوالِ، غيرِ المقرونة بالأفعال، عن إمكانية استخدام الولايات المتحدة لمخزونها الاستراتيجي من النفط، لا يبعثان الأمل في هبوط أسعار النفط في المستقبل القريب. من اللافت أن ممثل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أحدث صدمة في أسواق النفط العالمية، عندما أعلن أن بلاده قد تلجأ إلى استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي. حيث تعرض ذلك الإعلان لانتقادات حادة من قبل منافسي أوباما السياسيين ومن قبل الخبراء.
وتنقل الصحيفة عن المحللة الاقتصادية من شركة "آي. إتش. إس. إينيرجي" كلوديا مان أنه ليس ثمة في الوقت الحاضر، ضرورة ملحة لكي تستخدم الولايات المتحدة احتياطيها من النفط. ومن الأفضل التريث وانتظار تطورات الأحداث في السعودية وفي دول أخرى في المنطقة، ومن ثم اتخاذ التدابير اللازمة. ذلك أن عدم الاستقرار والغموض هما سيدا الموقف حاليا في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا. وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من المستهلكين فقدوا إمكانية الحصول على النفط الليبي. ذلك أن وكلاء دوليين منهم: بنكُ "مورغان ستانلي"، وشركةُ "إيكسون موبيل"، وغيرُهما توقفوا عن شراء النفط الليبي لزبائنهم تجاوبا مع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على ليبيا. وفي غضون ذلك، أعلن وزير النفط الكويتي أحمد عبد الله الأحمد الصباح أن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبيك" يجرون محادثات غير رسمية لبحث إمكانية زيادة الإنتاج لسد النقص الذي أحدثَـه غيابُ النفط الليبي عن الأسواق. ومن الملاحظ أن تصريحات الوزير الكويتي هدأت إلى حد ما، من فورة أسعار النفط في الأسواق العالمية. حيث انخفض سعر البرميل من مزيج برينت في تعاملات الأمس إلى أقل من مائة وثلاثة عشر دولارا. علما بأن السعودية بادرت بشكل أحادي إلى رفع إنتاجها من النفط. ومن المتوقع أن تحذوَ حذوها قريبا كل من الكويت والإمارات. وتبرز الصحيفة ما يراه الخبراء من أنه على الرغم من استعداد منظمة أوبيك لزيادة إنتاجها من النفط، ومن تصريحات وكالة الطاقة الدولية، التي تتحدث عن عدم وجود ضرورة لاستخدام احتياطياتها من النفط، فإن انخفاض أسعار النفط لن يدوم طويلا ذلك أن المواجهات في ليبيا ازدادت حدة في الأيام الأخيرة، كما أن الوضع في الكويت والسعودية لا يبعث على التفاؤل.